;
د. ضياء العبسي
د. ضياء العبسي

أساليب الحرب النفسية في الإدارة العامة 2916

2012-10-02 02:26:31


لا يتم اللجوء إلي أساليب الحرب النفسية في الدول النامية ذات الأنظمة الدكتاتورية في نطاق الإدارة العامة فحسب، بل يبدأ استخدامها في مواجهة الطالب الجامعي بمجرد التحاقه بالسنوات الجامعية الأولى وفي حالة بقائه مستقلا فكرياً وبعيداً عن الفكر المسيطر على العملية التعليمية في المؤسسة التعليمية وهو فكر النظام الديكتاتوري ذو الحزب الواحد أو فكر أحد قطبي النظام السياسي في ظل النظام السياسي المسيطر عليه حاله من القطبية السياسية، بحيث يتم تقسيم مرافق وأموال الدولة العامة وفق أسلوب المحاصصة المتخلف اللاقانوني بين قطبي النظام.
ويمكننا تحديد شكل الأسلوب المعتمد لممارسة الحرب النفسية في إطار إدارة تعليمية يحكمها النظام السياسي الدكتاتوري أو ذو القطبية السياسية بأسلوب المقاطعة التي لا تقف عند الامتناع عن المساعدة أو تقديم أي خدمات قد يحتاجها الطالب ذو الفكر المستقل، بل قد تصل إلى التوقف عن كافة أساليب التعامل معه والتي من أشدها عدم الحديث معه ويكون هذا التوقف القائم على أساس اتفاق بين أعضاء اتحاد الطلاب المنتمي للحزب الديكتاتوري أو القطب السياسي المسيطر على الإدارة الأكاديمية بشكل جماعي وموحد، بحيث يحقق نتيجة فاعلة ومؤثرة في جعل هذا الطالب المستقل يشعر بحرب نفسية ممن هم بجانبه والأصل أن يكونوا زملائه.
أما في الإدارة العامة فإن هذه الأساليب تتعدد وتتنوع في مواجهة الموظف المستقل الذي وضعه حظه العاثر في إدارة عامة يسيطر عليها فكر سياسي دكتاتوري أو قطبي لا يميل له ويجد نفسه غير قادر على الرضوخ لطلباته أو تنفيذ توجيهاته لأسباب عديدة، قد يكون منها أن هذه الأساليب المتبعة هي أساليب سياسية في الأساس لا تحقق أهداف الإدارة العامة ولا المصلحة العليا للمجتمع، بقدر ما تؤدي إلى تخلف العمل الإداري وتراجع أداء الموظف العام .
ويمكننا عبر هذا المقال الهام من وجهة نظرنا على الأقل باعتباره مقالاً يحدد أموراً دقيقه، نحاول وصف أشكالها وتحديد أنواعها قلما نجد شخصاً يتحدث عنها فما بال بالكتابة عنها ومحاولة رصدها ويمكننا تحديد أهم هذه الأساليب كالأتي:
أولاً: التركيز على نقطة الضعف:
يحاول نشطاء الفكر السياسي المسيطر على الإدارة العامة التركيز على الموظف الذي يستقل بفكره عنهم، محاولين من خلال نظرات فاحصة له ولأسلوبه في القيام بالعمل الإداري وأسلوبه في التعامل مع زملائه في محيط العمل الإداري بغية التوصل إلى تحديد نقاط الضعف فيه وذلك استناداً إلى القاعدة العامة " ليس هناك إنسان يخلو من نقطة ضعف" فيرصدون عنه كل شيء ليصنعوا من نقاط الضعف لديه شيئاً كبيراً إذا احتاجوا لذلك في أوقات معينة مثل أوقات الترقيات والتنافس مع أقرانه ممن ينتمون إلى الفكر السياسي المسيطر على الإدارة العامة أو ممن لديه قوة تدعمه في الوصول إلى المنصب الذي يتم التنافس عليه ورغم أن الأخير قد يكون به من العلل والآفات ما هو أكبر بكثير من زميله ذلك المسكين، إلا أنهم على العكس من الأسلوب السابق يحاولون التخفيف من أثرها إلى درجة إنكار وجودها.
ثانياً: قاعدة مازلت صغيراً:
هذه القاعدة يتم استخدامها في هذا المناخ الإداري السيء الذي يسطير عليه فكر سياسي دكتاتوري أو ديمقراطي شكلي كما هو حال بعض الأنظمة السياسية التي سيطرت على الأوضاع السياسية في بعض الدول العربية وثارت عليها شعوب تلك الدول، حيث يتم إيهام الشخص الذي تتوفر فيه شروط منصب معين بأنه مازال صغيراً وان هناك من هو أقدم منه، لعدم الرغبة فيه من الأساس حتى يصل هذا الشخص إلى عمر معين فيكتشف فجأه انه قد كبر في السن ويجد من كان يقول له إنه كان صغيراً يقول له: لقد تجاوزت السن المناسب لتولي ذلك المنصب وبذلك يتخلص هذا الفكر السياسي الديكتاتوري الذي لا يقتصر في ديكتاتوريته على الجانب السياسي بل يتعدى ذلك إلى نطاق العمل الإداري ـ يتخلص هذا الفكر من أفضل الموارد البشرية ويعطل قدرتها على العمل في أفضل فترات عمرها وهي الفترات التي تستطيع فيها تحقيق أعلى انجاز قد يخدم الوطن ويرفع إنتاجيته، لمجرد أن هذه الموارد البشرية ليست محسوبة على هذا الفكر السياسي وأنها تعارضه.
 ثالثاً: قاعدة الحرمان من الحقوق المادية والإدارية:
تقوم الإدارة العامة المسيطر عليها فكر سياسي ديكتاتوري أو قطبي بحرمان الموظف العام المستقل فكرياً الذي لا ينتمي إلى هذا الفكر السياسي، بل على العكس يعارضه، حرمانه من حقوقه المادية والإدارية مثل المكافآت والحوافز وتولي المناصب الإدارية المؤثرة على سير العمل الإداري في المرفق العام، مما ينعكس أثره على الحياة المعيشية والاجتماعية للموظف العام وأسرته.
رابعاً: التقليل من شأن الموظف:
 يعد هذا الأسلوب من أهم أساليب الحرب النفسية وأكثرها استخداماً ضد الموظف المعارض للفكر السياسي الديكتاتوري أو القطب المسيطر على الإدارة العامة، إذ يذهب النشطاء السياسيون لهذا الفكر إلي التقليل من شأن هذا الموظف والتحقيير من مكانته وإيهامه بالعجز والمرض إلى الدرجة التي يجعلونه فيها محاطاً بهالة من الإحباط واليأس تجعله لا يؤدي واجباته الوظيفية على الشكل المطلوب .
خامساً: منظومة القيم الاجتماعية:
قد تشكل منظومة القيم الاجتماعية المشوهة وبشكل غير مقصود أداة من أدوات الحرب النفسية للموظف العام، لقيامها على أساس المقارنات السطحية التي تنظر إلى المال والثروة والتي تظهر بشكل البيت والسيارة والملبس دون التعمق في هذه النظرة لمعرفة أسباب الاكتساب لهذه الأموال وطرق الحصول عليها.
 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

خالد الرويشان

2024-09-28 00:47:57

المارد والقمقم!

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد