الفرسان البيض ..الأيدي الناعمة ..البلسم الشافي ..مهنة الإنسانية ..
مسميات أفرغت من محتواها في عالم الطب اليوم ,خاصة في هذه البلاد المنكوبة بغياب حراسها من المسئولين , وتغيب الضمير في حيز وجدان الكثيرين ..
مريض في بيتنا ؟ إنها طامة كبرى ,وقاصمة الظهر!!إحدى الأسر التي ابتلي أحد أفرادها بداء ليس بالداء العضال..
ذهبوا بمريضهم للمشفى الخاص ,بعدما نصحهم الكثيرون بألا يقتربوا من المشفى العام !!
الفحوصات الأولية (15000) !!
رجعوا للطبيب :رحماك .. ما هذه الفحوصات.. سعرها مرتفع للغاية !!
جد لنا مخرجاً ..رماهم الطبيب بطرف عينيه شذراً وقال بسخرية: (روحوا بايعوا في أماكن أخرى ..ههه ما هذا ..؟!)
سقط في أيديهم ..وقاموا بإجراء الفحوصات المطلوبة بعدما استدانوا جل المبلغ ..
عادوا بالفحص للطبيب الذي قرر بمجرد النظر إليها :عملية !
فغروا فاهم : ماذا ؟هل هي ضرورية؟ كم سعرها ؟ رد ببرود: تتراوح بين (60000_80000ريال ) !
ركبهم الهم أنى لنا تدبير هكذا مبلغ ؟!
نصحهم البعض بالذهاب لمتخصص في الحالة ليؤكد لهم التشخيص قبل التسرع بإجراء العملية ..سألوا فعرفوا بوجود واحد فقط متخصص في المشفى العام ..هرعوا إليه .. صعدوا لأعلى ونزلوا لأسفل .. سألوا عنه الرائح والغادي ..تاهوا في ردهات المبنى الكبير وبعد جهد وعناء عرفوا أين هو مكانه ..قالت لهم إحدى الممرضات بعدما رقت لحالهم همساً :هو لا يأتي سوى وقت الظهيرة يوقع ويمشي !!
يا ألله ما هو الحل ؟
سألوا عن عيادة في هذا التخصص ..وجدوا أخيراً طبيباً مشهوراً هرعوا إلى عيادته بالفحوص ,تأفف الممرض وقال : لا يمكنكم الدخول إلا بعد شهر من اليوم.. أمامكم طابور من الحجوزات !!
بعد شهر؟!
نظروا ..فاتورة الكشف(3000ريال) ولوحة معلق عليها عبارة "لا نقبل أكثر من 15كشفاً في اليوم" يعني ما يساوي (مليون ريال أو أكثر شهريا ! ) .
الرحلة ما تزال طويلة أمام هؤلاء ..الطب البشري صار لا يمت للإنسانية بصلة ..
استئصال جزء من المعدة ..الطحال..الأمعاء..الغدد..اللوز ..بتر الأعضاء ..!!
أي تطور هذا؟!!
والمصيبة التعجل في تقرير إجراء العمليات !
جزارة للأبدان والأموال , ولا رقيب من حاكم ولا ضمير حاكم لهذه المهنة التي أضحت وسيلة للربح الفاحش على حساب الأشلاء البشرية !!
نبيلة الوليدي
ملائكة الرحمة أم ملائكة العذاب؟!! 1847