تناسل المكونات صورة من صور الفوضى وتجسيد حقيقي للعقليات الاقصائية والصراعية.. لن تدور عجلة التحول والتغيير في اليمن في ظل وجود كل هذا الكم الكبير من العوائق.. المكونات المتصارعة والمتنافسة كل ما تفعله أنها توقف دوران هذه العجلة أو تؤجلها إلى حين.. لأنها تنشغل بالصراع مع الآخر ويتحولان معاً إلى مجرد عوائق أمام عجلة التغيير.
الثورة بما هي عملية كنس وتفكيك للعوائق التي تقف أمام عملية التحول والبناء لا ينبغي أن تتحول إلى حالة تفريخ تتناسل على هامشها مكونات مختلفة الأشكال والأحجام، فتلك ليست ظاهرة صحية كما يصوغ البعض بقدر ما هي حالة مرضية مزمنة تقود في كل الأحوال إلى تفكيك الفكرة الجامعة والشاملة في الوعي الوطني والاجتماعي وتجزئتها إلى مجرد أفكار عصبوية تنزع نحو تمجيد الذات أكثر من نزوعها نحو الانتصار للفكرة الثورية الشاملة، وبالتالي يقود هذا النوع من العمل إلى إعادة تفكيك المجتمع وإعاقة عجلة التحول والتغيير والإنضواء بطريقة أو بأخرى ضمن صراع قديم جديد تتضخم على حدوده ذوات المتصارعين على حساب المشروع الجامع والفكرة الوطنية.
من حق أصحاب المشاريع الكبيرة إنشاء مكونات أو تأسيس أحزاب أو حركات وطنية سلمية للمشاركة في رسم المستقبل، فهذا أمر بديهي ولا ينبغي منعه عن الناس، ما أنا بصدد الحديث فيه وعنه ذلك التناسل المخيف للمكونات المفرغة من الفكرة الملهمة والموضوعية والتي تنشأ لدواعي صراعية وتنافسية عصبوية تعمق المشكلة الموجودة أكثر من كونها تساهم في إيجاد الحل الذي يتطلع إليه اليمنيون لمشاكلهم وقضاياهم المختلفة في العيش الكريم وبناء اليمن الفيدرالي المدني الجديد.
الثورة.. فكرة شاملة لإعادة إصلاح وصيانة وطن مزقه المتصارعون على السلطة العاجزة لا على المشاريع الطموحة والمنقذة التي تنظر إلى السلطة باعتبارها وسيلة لتحقيق غايات وأهداف الشعوب في التطور والتقدم لا ملكية خاصة لعائلة أو أسرة أو كيان أو حزب.
الثورة.. غسيل لماضٍ مثقل بالتعقيدات ومشوه بالممارسات الكارثية والإقصائية.. مشروع كبير يعيد ترتيب وتنظيم كل المكونات والنشاطات المجتمعية وعمليات البناء وفق فلسفة جديدة وملهمة تعيد صياغة وعي جديد وفكرة جديدة تكون بمثابة القائد الملهم للجماهير في التقدم والبناء.
باسم الشعبي
تناسل المكونات 2089