حب الوطن لا يكون بالفوضى وبالتعدي على الحرمات والممتلكات والنهب والسرقة وبالتفنن بإيذاء الآخرين، بل بالوسائل الحضارية والطرق السلمية بعيداً عن الفوضى المقيتة وتخريب مؤسسات الوطن والتشدق بالوطنية عدوان آثم.
المطالبة العادلة بالحقوق طريقة شرعية كفلتها كل الأعراف والمواثيق الدولية والمحلية، فليس العيب في المطالبة بالحقوق، بل في جعل هذه الحقوق سبيلاً للانقضاض على البلد وجعله لقمة للمصالح الذاتية والآنية الضيقة وهذا هو مكمن الافتراق بين الحق والباطل.
حبّ الوطن الحقيقي - بمفهوم الكاتب العربي عبد الكريم عاشور- هو تلك المرساة الخفية الراسخة، التي تربط سفينة عواطفنا بمراسي أرض الوطن، حين يشعر الفردُ أنها الأرض التي ولِدَ عليها، الأرضُ التي يمشي عليها أقربُ الناس وأحبهم إليه، الأرض التي يشعر فيها بكرامتِهِ الفردية، وأمانِهِ العائلي، ورزقه مقابل عمله، والفرصة بإعطائه العمل وهو قادر على العطاء فيه، الأرضُ التي يشعر أن جاذبيتها تحمي توازنه وثباته وتدفع حركته للأمام!!.
إن البعض ممن يستحقون أن نطلق عليهم مسمى الوطنية الزائفة سواء كانوا عناصر أو قيادات والذين نراهم على صفحات الصحف والتواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية يقفون موقف المتفرج على ضياع منجزات الوطن ويحاولون الظهور بمظهر الوطني المخلص الصادق ولسان حالهم يقول: "الكرسي.. ولتذهب البلاد إلى الجحيم".
حب الوطن ليست كلمة تقال، بل هو ما نقدمه للوطن من أفعال، وليس حجة وشعارات ترفع هنا وهناك، أو ادعاءات و صيحات تطلق فقط كي تُسمع.
حب الوطن بالمحافظة عليه، وليس بالإساءة له جهراً بالعلن.. لنتعلم كيف لا نتسبب بإيذاء الآخرين ونحترم معاناة الشعب وتضحياته.
إيمان سهيل
التشدق بالوطنية عدوان 2372