يوم أمس مرت علينا ذكرى أليمة اهتزت لها اليمن بكل مفصل ينبض بالحياة فيها هذه الذكرى الأليمة التي قتل فيها مشروع النهضة الذي كان يتطلع له اليمنيون وعلى رأسهم الشهيد القائد إبراهيم الحمدي ..
كان هذا الرجل يسعى لرسم المدنية التي ننادي بها اليوم من قبل أن ينادي بها أدعياؤها بالقول فقط، فقد نادى بها الحمدي من قبل عقود قولاً وفعلاً.. لا ينكر أحد العمل الذي قدمه الحمدي لليمن خلال فترة حكمه البسيطة وقبل أن تغتاله أيادي الغدر فقد نسّق أيام حكمه مع الجنوب على إقامة دولة الوحدة، حيث اتفق معهم على قيامها تدريجياً قبل مجيء صالح وسالم اللذان حولا مشروع الوحدة إلى سلعة للبيع والشراء والمتاجرة بعد أن سطرت هذه الصفحة الجميلة بدماء اليمنيين جميعاً سواءً في الشمال أو الجنوب.. أما اليوم وبعد مرور 35 عاماً على ذكرى استشهاد هذا الأسطورة يجب علينا أن نسير على نهجه ومواصلة مشواره الوطني بامتياز ليس بالبكاء والتباكي وتخوين من لم يرفع صوره أو من لم يحضر مسيرة الوفاء له, وليس أيضاً بتبادل التهم الغريبة التي ما انزل الله بها من سلطان والتي أيضاً لو سمعها الحمدي لاستنكرها من قبره الشامخ , إنما بالعمل على محاكمة قاتليه والعمل أيضاً مع كل المكونات على مواصلة النهضة والتغيير التي كان قد بدأها هذا الرجل الشريف.. رحم الله الحمدي وحفظ اليمن من كل شر
وقفة :
أمس وفي صفحته على الفيس بوك أحدهم يقول: الأخت توكل في دمشق تبكي على شهداء سوريا ولم نحصل حتى على دمعة منها للحمدي الذي قد كان رئيساً لليمن.. وقد وافقه قوله ثلة من الناس الذين ييرون ما يرى ولست أدري على أي أساس, إنما أقول لهؤلاء بعض الكلمات: لو كان الحمدي موجوداً بيننا اليوم وسمعكم ترددون هذا الكلام ماذا سيقول لكم وكيف سيكون موقفه منكم؟!
استراحة :
لا تهدني سمكة، بل علمني كيف أصطاد ..
ختاماً :
نسأل من الله أن يرزقنا الإخلاص في كل قول وعمل وأن يجعلنا نهتم بيمننا ونوفي مع شهدائنا بمواصلة مشوارهم إنه قادر على كل شيء.. ولا تنسونا من خالص الدعاء وصلوا على النبي.
صدام الحريبي
الوفاء للحمدي 1935