;
عبد العليم الحاج
عبد العليم الحاج

الأقنعة المزيفة 1744

2012-10-14 03:15:04


يعود الفضل لثورات الربيع العربي أنها بقدر ما أسقطت الأنظمة الفاسدة فإنها كشفت الأقنعة الزائفة للكثير من المثقفين ومن يطلقون على أنفسهم التيار الليبرالي وأثبتت أنهم ليسوا سوى ظاهرة صوتية يجيدون فن التنظير ويدعون القدرات الخارقة في تحريك الجماهير فيما الواقع يشير إلى أنهم ظلوا في كنف هذه الأنظمة المتساقطة عقوداً من الزمن ترعرعوا في بلاطها ونهلوا من فسادها وسبحوها صباحاً ومساء في الوقت الذي كان غيرهم يقبع في الزنازين والمعتقلات .
لقد كشفت ثورات الربيع العربي الحجم الحقيقي للتيار الليبرالي وأكدت أنهم يسبحون عكس التيار و لا يعترفون بشرعية صناديق الاقتراع في حال أوصلت الإسلاميين إلى السلطة كما هو الحال في مصر بل إنهم ذهبوا إلى أبعد من ذلك فاتهموا الشعب بالجهل والشعبوية وصفقوا لحل مجلس الشعب المصري المنتخب كما شككوا في قدرة الرئيس مرسي على قيادة البلاد في ضل استحواذ العسكر على صلاحياته الدستورية وعندما انتزع الرئيس المنتخب صلاحياته الدستورية كاملة دون نقصان ذهبوا في اتجاه آخر واعتبروا هذه الخطوة بأنها تصب في سعي جماعة الإخوان لما أسموه أخونة الدولة وهو نفس المصطلح الذي استخدموه عند تشكيل الحكومة مع أن الحق الدستوري يجيز للرئيس أن يشكل الحكومة من حزبه الفائز بالأغلبية إلا أنه لم يفعل ذلك وفضل أن تكون الحكومة حكومة كفاءات وتشمل كل مكونات المجتمع المصري بما فيه طاقمه الرئاسي. مشكلة الليبراليين أنهم إقصائيون وملكيون أكثر من الملك وبالتالي يسعون لتطويع الديمقراطية وفقاً لمقاساتهم بما فيها ثورات الربيع العربي، ألم يقف الكثير منهم إلى صف الجلاد في سوريا وتوصيف الثورة السورية بأنها مؤامرة كونية على نظام الأسد ؟ ألم يشاركوا في ذبح الشعب السوري من خلال إطلالاتهم المستمرة في فضائيات النظام الإيراني المشارك في قتل الشعب السوري وتبريرهم لجرائم الأسد وجيشه وشبيحته؟ المشهد ذاته ينسحب أيضاً على دعاة الحداثة والليبرالية وبعض الكتاب والمثقفين في اليمن الذين يعتبرون أنفسهم جزءا من ثورة الشباب السلمية لكنهم في المقابل يحضون بكل الاهتمام من قبل بقايا النظام السابق لينسجوا معه التحالفات الساعية لتقويض ثورة التغيير السلمية ومن المؤكد لن تكون ما تسمى جبهة إنقاذ الثورة آخر المطاف لهذا التحالف المشبوه.
ويتساءل الكثير من الناس ولعلي واحد منهم ما الذي يدفع إخواننا الحداثيون لأن يكونوا جزءا من المشروع الطائفي الإيراني ؟ وهل تخلت جماعة الحوثي عن العنف وأصبح عبد الملك الحوثي بنظرهم حمامة سلام كي يشدو إليه الرحال ويتحولوا إلى حملة مباخر يبشرون بدعوته ويحفظون خطبه عن ظهر قلب ويعلقون صوره في مقايلهم وربما في غرف نومهم؟
أخيراً إذا لم يكن المخلوع صالح يقود هذا التحالف التدميري فما الذي دفع نجيبة مطهر إحدى أبواقه في جامعة تعز كي تتغزل بالمشروع الحوثي الطائفي جهاراً نهاراً عبر قناة المسيرة وتقول: إذا كانت الحوثية هي الأمن والاستقرار الذي تشهدهما صعدة فأني من اليوم حوثية وعلى رأي المثل " اللي اختشوا ماتوا".        

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد