مر بنا الأعياد الوطنية لنتذكر تضحيات الآباء والأجداد ودفعهم فاتورة باهظة مقابل التخلص من صروف الظلم والطغيان، لتتجلى هيبة هذا الإنسان اليمني المسالم وذو القلب الرقيق والفؤاد اللين .
الإنسان اليمني ثائراً على الدوام، ضد ما من شأنه أن يوقف عجلة الحياة أو ما يقف حائلاً أمام حرية الإنسان .
هذا الإنسان الذي لم يدخر جهداً في بناء الأرض كان يعمل طوال النهار ويتحول إلى ثائر في الليل مقارعاً الاستعمار ليجبره أخيراً على التقهقر ومغادرة الوطن الذي استباح مقدراته لعقود .
عندما انطلقت شرارة الثورة من جبال ردفان كان الشعب اليمني بشماله وجنوبه موحداً وحدة حقيقة ومتالفاً ويحمل هماً جمعياً متمثلاً بالتخلص من الاستعمار البغيض، لتتوحد صفوف الشعب على هذا الهدف، فالأطراف التي جاءت من شمال الوطن لتلتحم بالجموع الجنوبية كانت تؤمن يقيناً بأنها تطهر الأرض اليمنية الموحدة وأن الحدود التي رسمت ما هي إلا نتاج هذا الاستعمار.. والآن وبعد قرابة نصف القرن يبدو أن أحدى مظاهر الاستعمار تعاود النمو في هذه الأرض الطاهرة بوحدتها بعد أن عمدت الأنظمة الديكتاتورية على تأصيل الكراهية بين أبناء البلد الواحد ليجني ثمرة هذه الانتهاكات السواد الأعظم من البشر، وتجبل قلوبهم المتحابة على ما يخالف فطرتها.
الاحتفاء بثورة الرابع عشر من أكتوبر يجب أن يبرز آيات المحبة والاعتراف بأن ظلماً حدث في جنوب الوطن وآن وقت العمل على إرجاع المظالم إلى أهلها دون بغض أو شحناء أو الدعوات التي لن تجلب للجنوب سوى مزيد من الظلم .
اليمن ككل يناضل من أجل الانعتاق من مظاهر الظلم والبغض والفساد، ليولد نهار جديد تعشق به الوحدة التي تحمي مصالح الجميع، فما أحوج اليمن لمحبة أبناءه والعمل على أخراجه من عنق زجاجة البؤس ونحن جميعاً أمام خياران أما محبة الوطن والسير به نحو نجاة الجميع أو تذكية نار الكراهية لنسقط في دوامة يصعب الخروج منها، وما أجملنا ونحن نبتهج بثورة عظيمة وقلوبنا على وطن عظيم يملؤها محبة الجميع .
مازالت الدعوات أطلقها مراراً لمحبة الوطن، فأحبوا أوطانكم لتنالوا الخير من كل الجهات .
* غصة وطن :
متحابون في وطن أحن
رغم الصعاب لا نستفيق على الضغينة
من يستبيح جمع البشر مفرقاً ومبغضاً لا نستطيب بقاءه
نحن هنا للحب نمضي سائرين بوحدة الإخوان في هذا الوطن
نحن هنا في هذه الأرض الأبية لن ننام عن المحبة
الحب موصولاً إلى وطن العروبة كل حين .. كل حين
أحمد حمود الأثوري
فرصة لنستطيب الحب 1821