حين سئُل الرئيس الأسبق من إذاعة الـ" bbc" عقب تبوءه مقاليد الحكم خلفاً للرئيس احمد الغشمي - عن ملابسات جريمة القتل للرئيس إبراهيم الحمدي أجاب قائلاً:(إنها جريمة شرف وعار ويفضل عدم ذكر تفاصيلها, كونها تمسح شرف وعار كافة اليمنيين).
اليوم وبعيد 35سنة على جريمة قتل الرئيس إبراهيم الحمدي وشقيقه عبدالله الحمدي, ها هي الجماهير مشيعة لرئيسها المغدور به وكأني بتظاهرة الخميس 11اكتوبر 2012م إلى ضريح أنبل وأزهد وأبسط حاكم يمني, ليس سوى رد اعتبار لقامة وطنية يندر وجودها وتكرارها في التاريخ السياسي القديم والمعاصر .
وعندما أتحدث عن الرئيس الحمدي فلا يعني أنني ممن يتشفى من قتلته أو ينصب المشنقة لرؤوسهم؛ بل أعد الكلام عن شخصية تاريخية وسياسية بحجم الرئيس إبراهيم الحمدي بمثابة التصويب للتاريخ وإعادة الاعتبار لمجرياته ولشخصياته التاريخية البارزة التي نالها الإساءة والتشوه والضيم الطويل .
لم يخطئ الدكتور ياسين سعيد نعمان- أمين عام الحزب الاشتراكي اليمني- حين استهل محاضرته الخميس 11اكتوبر المنصرم بالتأكيد على أن الثورة الشبابية الشعبية كانت قد أعادت الاعتبار للكثير من المفاهيم والتواريخ والأفكار والشخوص، فليس رد الاعتبار للرئيسين الشهيدين إبراهيم الحمدي وسالم ربيع علي سوى واحدة من مكاسب ثورة فبراير .
سأكتفي في هذه الذكرى الموجعة بكتابة ما نشرته صحيفة الوسط في عددها الأخير: كان الحمدي قد وقع مع الرئيس سالمين وثيقة اتفاق وحدوية تم بموجبها توحيد مناهج التعليم للمرحلة الأساسية.. استخراج النفط : بدأت في عهده الشركات بأعمال الاستكشاف.. سد مأرب: تم التوقيع لأول مسودة لإعادة بنائه مع رئيس دولة الإمارات الشيخ زايد.. حديقة الثورة، موقع حديقة السبعين، حديقة الزبيري، حديقة هائل، حديقة شارع الجزائر، حديقة شارع الحي السياسي, موقع حديقة عصر التي هي الآن (فرح لاند)، النصب التذكاري المصري بعصر، المؤسسة الاقتصادية العسكرية، الزبيري، باب اليمن، مبنى اليمنية أبرز معلم معماري حديث، محطتا الكهرباء الموجودتان حالياً في صافر ورأس عيسى أتى بهما الحمدي بتوقيع مع فرنسا، الخطوط الجوية اليمنية، الطائرة اليمنية البوينج, شركة الاتصالات اليمنية تيليمن مشروع يمني فرنسي، طريق صنعاء تعز تم سفلتته إبان حكمه من شركة ألمانية، طريق الحدأ، مدينة الشرق ذمار شق وسفلتة، توسعة ميناء الحديدة، التلفزيون اليمني ابيض اسود ومن ثم ملون، كورنيش الحديدة، جامعة صنعاء (كلية الآداب )، قصر الرئاسة، ساحة العروض في ميدان السبعين، شركة النقل الجماعي الداخلي, شق طريق يريم قعطبة، شق طريق صنعاء مأرب، شق طريق صنعاء عمران صعدة، مجانية التعليم من كتب ودفاتر وأقلام مع وجبة طعام، بناء المدارس الابتدائية في كافة القرى والثانوية في كل المدن، مدرسة أروى بصنعاء، مدرسة الكويت بدعم من الكويت، مدرسة خوله بصنعاء، مبنى مطار صنعاء الدولي، توسيع مطار الحديدة، مطار مأرب, بناء أول مدينة سياحية في دمت وهي نفس المباني القائمة التي يطلق عليها اليوم بيوت الحمدي، أول من أسس سلاح الجو والدفاع الجوي، أول تعداد سكاني في عهده، البنك المركزي اليمني، المستشفى العسكري بشعوب، البنك الصناعي، بنك التسليف الزراعي، المركز الثقافي بصنعاء, مبنى الجمارك والضرائب، جهاز الرقابة والمحاسبة، سفلتة الدائري حول العاصمة، سفلتة شارع حده، مشروع المدينة السكنية شيراتون، مشروع المدينة السكنية الأصبحي، توسعة إذاعة صنعاء، مشروع المياه والري، توسعة وتطوير مستشفى الثورة، توسعة مستشفى الجمهورية، مستشفى السبعين، توسعة وتطوير مصنع الغزل والنسيج, مصنع الاسمنت عمران، وزارة السياحة، مستشفى الكويت هدية من الكويت، الاهتمام بالسياحة والآثار، التأمين على الحياة، التأمين على السيارات، المدرسة الفنية بصنعاء، المعهد المهني في شارع بغداد، نادي ضباط الشرطة في الزبيري، نادي كلية الشرطة، جامعة كلية الشرطة، مدارس محو الأمية، مبنى السجن المركزي، مبنى الجوازات، مبنى المرور، مبنى شرطة النجدة, شق طريق صنعاء أرحب، مشروع زبيد الزراعي، مشروع ميناء الصليف الحديدة، الغرفة التجارية، ملعب الظرافي، مدرسة سيف بن ذي يزن صنعاء، مدرسة بغداد بصنعاء، مدرسة رابعة صنعاء، مدرسة أسماء صنعاء، مدرسة سمية صنعاء، مدرسة الشعب صنعاء، مدرسة عائشة صنعاء، شق طريق ذمار رداع البيضاء، اللجنة العلياء للانتخابات، إصدار قانون انتخابات مجلس الشورى، المدينة الرياضية، منتزه عطان, مؤسسة السياحة والثقافة، مؤسسة سبأ العامة للصافة، المتحف الوطني، المتحف الحربي، وزارة التموين الغذائي، البحث الجنائي والتجاري والقضائي، أنشأ مؤسسة لتخزين المواد الزراعية، بنك الدم بصنعاء، كلية التجارة والزراعة والهندسة، فندق سام بالتحرير، مجمع حده، مدرسة نسيبه صنعاء، مدرسة حفصة عصر، معاهد القرآن، مصنع كندا دراي للشركة التضامنية للمشروبات الغازية .
لم أتطرق بعد لتلكم الأرقام الاقتصادية والتنموية المحققة على صعيد هيكلة الجيش ومحاربة الفساد وبناء الدولة المدنية الحديثة، كما أن الحيز لم يتسع لسرد ما حققه الرئيس الحمدي وخلال 41 شهراً فقط من حكمه القصير الذي بكل تأكيد لم ولن ينساه اليمنيون الذين سيحفظون له الكثير من الذكريات والأفعال الوطنية النبيلة والاستثنائية المنحازة لهم، وهذا باعتقادي ما حتم عليهم اليوم وربما غداً إحياء ذكراه المنسية ولو بعيد خمسة وثلاثين سنة من النكران والصمت وكتابة التاريخ بمداد الزيف والنفاق والإكراه .
محمد علي محسن
كيف لا يتذكرون الرئيس الحمدي؟ 2961