لنتحدث قليلاً عن الحب والرغبة، عن الحب الذي يمتلكك ويجعل منك قوة جبارة تدفع بك وبمن أحببت نحو الرقي عالياً، لتأتي الرغبة الحقيقية لإرواء هذا العطش الذي أنتجه الحب، هكذا أحب فيليكس بومغارتنر الفضاء وعبر عن هذا الحب وقادته الرغبة إلى كسر حاجز الصوت وتحطيم القواعد الفيزيائية بجسده فقط دون محركات.. إنه الحب ومحاولة الانتصار له.
وهنا تطل أسئلة خجولة: هل يستطيع أي قبيلي "ممخط" أن يعتلى أحد الروابي ويقوم بإسقاط الأسلحة والكف عن لغة السلاح التي يستخدمها لجلب المنافع والتعامل مع ثروة البلد على أنها غنيمة متحولاً إلى عنصر مدني فاعل في إنقاذ البلد ؟..
هل سنجد حكومتنا تسقط عن كاهلها النفاق والخوف والتستر، لتقفز بضميرها مثلاً وليس من باب الحصر على الفساد، حاجة الناس، تثبيت الأمن، الصحة، الصفقات المتقيحة بثروة الوطن، وعلى مصير المغيبين قسرياً؟...
قفزة فيليكس لم تثر اهتمامي، فوطني مليء بقفزات تستحق الإنتباه لها، حيث آخر القفزات إثارة تمثلت بقفزة باسردة من أعالي شملان إلى حبيل سلمان رئيساً لجامعة تعز، كسر حاجز الأصوات التي أخرجته من جامعة صنعاء واستطاع الهبوط بسلام وسجل رقماً قياسياً في موسوعة الفساد، إذ لم يكن يتوقع أحدهم أن يستطع حتى أن يبقى كاشير لسوبر ماركت، لكنها إحدى القفزات التي تحطم قواعد الضمير وتؤكد على أن الحالمة تعز أصبحت فعلاً مقلب نفاية كما يصفها البعض..
لدينا خبطة فيليكس الحصرية التي تخترق قوانين الأخلاق والضمير والإنسانية، لتهبط على أوردة الحياة، فتغرق سكان الوطن بظلام مقيم كلما خدر قبيلي " جدع " واستولى على عرش دماغه شيطان التخريب.
لدينا أكبر قفزات الإرهاب عندما تسقط المفاهيم المزيفة على عقل إرهابي فتلبسه حزاماً ناسفاً بضغطة زر يقفز به إلى جنة النعيم وأحضان حور العين. " اللهم لا حسد ! ".
قفزة الأحزاب على مصالح البسطاء والتهامها دفعة واحدة وإيهامهم بمبادئ خلاقة - ما أروعها - تظل حبيسة الأدراج وليست للتطبيق، ولدينا حكومات متعاقبة ساقت الشعب إلى حافة سحيقة فدفعته قافزاً إلى مستنقعات الجهل والفقر والمرض وتحويل الإنسان اليمني إلى بائس.
عفواً فيليكس، فأنت لم تأت بجديد إطلاقاً ولكي أثبت تفاهة قفزتك الطائشة دعني أحدثك أيضاً عن إحدى القفزات التي تحدت ناموس الكون.
مغامرة ذكية أذهلت العالم
إذ قفزت الحصانة من علياءها لتحط على من كانوا سبباً فيما وصلنا إليه من بؤس ومن أزهقوا أرواحاً واستباحوا أرضاً وألغت بطريق سقوطها كل شرائع الأديان والأعراف، ليسقط مغشياً عليه كل شهيد من ثراء قبراً أطل، وأغلقت الحياة شرفات النور فغرقنا في ظلمات بعضها فوق بعض.
تحتاج بلدنا يا فيليكس إلى محبيها وأن يصعد إلى سدة القرار رجال تمتلئ أرواحهم شجاعة،إخلاصاً وعدلاً..
لنخترق جميعاً جدار الصمت ونقفز إلى أحضان الدولة المدنية القائمة على كل ما من شأنه الرقي بهذا الإنسان البائس.
* غصة وطن :
أنظارنا في كل يوم في ذهول
فيليكس لم تأت بما يأتي به المسؤول في بلدي أو المشلول
قفزوا بنا نحو الدمار.. صوب المآسي والذبول
فتحطمت أحلامنا.. وتشوهت فينا العقول
فيليكس فأنظر قفزة الشيطان في بلدي..
تمعن.. وإليك أجمل متعة
من الذهول إلى الذهول
أحمد حمود الأثوري
فيليكس.. لن تصل لقفزاتنا!! 1941