في الأمس القريب، وفي وضح النهار، وسط العاصمة صنعاء تم اغتيال "قاسم عقلان" مسئول التحقيقات في السفارة الأمريكية، ذلك أنه بدأ التحقيق في قضية اقتحام السفارة الأمريكية وحاول كشف الأشخاص الذين سهلوا عملية الاقتحام، وتعرية من يقفون وراء تلك الطريقة الهمجية التي تعامل بها من يدعون حبهم وغضبهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم..
وفي الأمس أيضاً وفي شارع عام بأمانة العاصمة تم اغتيال قائد معركة أم قصر بالبصرة اللواء/ خالد حاتم الهاشمي الذي كان يعمل مستشاراً عسكرياً في وزارة الدفاع اليمنية وفي المنطقة الشمالية الغربية.. حيث تقول المعلومات الأولية أن العملية أتت تنفيذاً لأجندة إقليمية خبيثة..
وفي مدينة إب وضع ضابط أمن القسم الجنوبي "عبده ناجي" فخاخاً متعددة للصوص الذين يجوبون المدينة طولاً وعرضاً وقع فيها عدداً كبيراً منهم وتم إلقاء القبض على البعض الآخر وإيداعهم السجن "حسب بعض التسريبات" لكنها أيام قليلة حتى تم إغتياله على مرأى ومسمع من الأجهزة الأمنية التي أكتفى رأس هرمها الأول بالمحافظة بالمرور بسيارته الفارهه بجوار مسرح الجريمة مختالاً دون أن يكلف نفسه عناء الترجّل لمشاهدت ذلك الدماغ التي ألتصق على الأسفلت معلناً عن إنهيار أمني غير مسبوق في هذه المحافظة التي لم يكن أحد من أهلها قد ولغ في هذا الإناء الإجرامي القبيح من قبل..
أما في الأمس القريب وفي المدينة التهامية "الحديدة " فقد أقدمت عصابة مسلحة على إقتحام بنك التسليف التعاوني الزراعي ونهب مبلغ وقدره ثمانون مليون ريال بعد قتل نائب مدير البنك وأحد الضباط وجندي وإصابة جنديين آخرين ثم لاذت العصابة بالفرار دون أن يطال أحد أفرادها ما يعكر صفو مهمتهم التي مازالت الاستفهامات تتزاحم حول من يقف وراءها..
وفي عدن والضالع وأبين وحضرموت وباقي محافظات الجمهورية يتم إغتيال الكوادر التي تحاول إماطت اللثام عن وجه الاجرام واللصوصية التي توسعت دائرتها هذه الأيام في هذا الوطن الذي أنزلق إلى مستنقع الفوضى أو يكاد.
السؤال الذي يطرح نفسه: ما دور وزارة الداخلية حيال هذه الجرائم التي طفت على سطح الأحداث وفاح عفنها..؟
لعل الإجابة بكل تأكيد:
ليس هناك أي دور تقوم به الوزارة المبجلة سوى ذلك التدوير الذي يزيح السلف ويعمل على تثبِّيت الخلف.
إذاً، أين رئيس الجمهورية من كل هذا..؟ خصوصاً وقد تنفسنا الصعداء ساعة أن صعد إلى سدت الحكم بتوافق محلي ورضا إقليمي ودعم دولي لا نظير له..؟
لِمَ لا يوجه وزير الداخلية بحزم الإنفلات الأمني والسيطرة على هذه الفوضى التي يذهب ضحيتها الكوادر التي يحتاجها الوطن، وكذلك المواطن الآمن الذي لاذنب له سوى إنتمائه الى هذه التربة التي باتت تئن تحت وطأة الدماء البريئة التي يعد إراقتها أكبر عند الله من هدم الكعبة حجراً حجرا..؟
ألا تستحق القضية الأمنية إهتماماً مضاعفاً من قبل ولي أمر هذه البلاد كما فعل مع أمانة العاصمة.. أم أن عبد القادر هلال الذي بدأنا نلمس شيئاً من نجاحه يمتلك جيوشاً من الجن وسرايا من العفاريت يعملون على تذليل الصعاب التي تقف في طريقه ومد جسور النجاح بينه وبين هذا الشعب الذي يرضى باليسير.
سيادة الرئيس لقد عاثت الدراجات النارية التي تحمل المسلحين بالأمن فساداً وعملت على إرعاب المواطن وسلبه ونهبه وقتله، ولم تكتفِ بذلك بل أنها وصلت إلى حد إغتيال كل من يقف مع هذا المواطن وإزالته عن الخارطة الوطنية الممزقة، لذلك أتمنى عليك أن تتدارك ذلك وأن تعمل على رتق الخرق قبل أن يتسع فيستحيل رتقه، بحيث تولي القضية الأمنية أهمية بالغة، تتصدر مهامك المستقبلية...