هناك فرق بين أن يتعمد الإنسان مدح شخص ويبالغ بمدحه تزلفاً ونفاقاً وبين أن يرد على السفهاء والمنافقين الذين يستهدفون الشرفاء والأبطال ببذاءاتهم وحقارة عباراتهم إرضاء لأسيادهم ومن يدفعون لهم, فمثل هذا الصنف الرخيص من أشباه الرجال الذين يستهدفون قامات وطنية مواقفها ليست بحاجة إلى شرح أو إيضاح ويحاولون طمس الحقائق والتدليس على الرأي العام والمغفلين من الناس فمثل هؤلاء لابد من فضح أكاذيبهم وحقدهم على الرجال ويجب أن لا تتكرر غلطة الشعب عندما دفع الشهيد الراحل/ إبراهيم الحمدي حياته من أجله وكان موقف الجماهير عند مقتله سلبياً, خالياً من الوفاء لمن أوفى له فعاقب الله هذا الشعب على سلبيته وتخاذله عقاباً قاسياً استمر ٣٤ عاماً استهدف ـ خلالها ـ في رزقه وحريته وقيمه جراء تفريطه بدم الشهيد/ إبراهيم الحمدي واليوم تتكرر الأحداث وهناك هامات وطنية كبيرة انحازت إلى إرادة الشعب ولم تبال بالمخاطر وأيدت ثورة الشباب معجزة هذا العصر في بداية انطلاقها وعلى رأس هؤلاء اللواء/ علي محسن صالح ـ قائد الفرقة الأولى مدرع, قائد المنطقة الشمالية الغربية ـ وكان انضمامه مع رفاقه الأحرار نصراً مبيناً للثورة وكان بحق فاروق هذه الثورة الذي عزز ثورة الشباب وزلزل أركان النظام وقضى على التمديد والتوريث فالثورة الشبابية والجيش المؤيد للثورة وجهان لعملة واحدة وكل منهما دعم الآخر فبدون الثورة الشبابية ما كان هذا الجيش الحر ليستطيع الوقوف هذا الموقف الوطني الشجاع وبالمقابل لولا الجيش المؤيد للثورة الذي أوجد التوازن في القوة العسكرية وقذف الرعب في قلوب عصابة النظام السابق لكانت الكارثة ستكون أكبر والدماء ربما تسيل أنهار والمستقبل سيكون مجهولاً خاصة أننا أمام نظام عاتياً ليس للقيم عنده قيمة أو مقدار ومجتمع دولي لا يهمه إلا مصالحه وعصابته النظام أعطته كل ما يريد بدون أي شروط فالمراهنة المطلقة على الموقف الدولي خادعة وخير مثل على ذلك ما يجري اليوم لأخواننا في سوريا وكيف أن القتلى بعشرات الآلاف ولم توقض هذه الأنهار من الدماء السورية الطاهرة ضمير المجتمع الدولي المتشدق بحقوق الإنسان.
وأقول لكل شريف في الوطن إن الأقلام المسمومة والأبواق المستأجرة لا تستهدف إلا الشرفاء فلا تخدعكم عباراتهم الناعمة فإنها تقطر سماً زعافاً ومن الوفاء أن نكون أوفياء مع الأحرار الذين وقفوا مع ثورة الشعب وفي مقدمتهم الجيش المؤيد للثورة.
ونقول للجميع إن المحك الحقيقي هو الوقوف مع بناء الدولة المدنية الحديثة دولة المواطنة المتساوية التي من أجلها ضحى الشباب وسالت الدماء ونرفض أي دعوة تعصب لشخص أو لقبيلة أو لمذهب أو سلالة متمسكين بالأهداف النبيلة التي خرج من أجلها الشباب وأرخصوا الدماء والأرواح من أجل تحقيقها.
إن رفضنا الإساءة لهؤلاء العمالقة منطلق من وفائنا لمواقفهم الوطنية الشجاعة التي سيخلدها التاريخ شاء من شاء وأبى من أبى وليس تقديساً لهم أو نفاقاً ليكونوا البديل للنظام الآفل, فهؤلاء الأبطال وكل الثائرين والثائرات الجميع حدد هدفه بوضوح, معلنين أن الزعامة بعد هذه الثورة المباركة لن تكون لأفراد ولكنها للشعب كل الشعب بتأسيس الدولة المدنية المنشودة التي تحتكم للنظام والقانون وصندوق الاقتراع الخالي من التزوير المعبر الحقيقي عن إرادة الشعب لا سواه.
محمد مقبل الحميري
فاروق الثورة والأقزام المتطاولون 2366