إلى ما قبل اندلاع شرارة الثورة الشبابية الشعبية السلمية كان نظام صالح يشن بين الفينة والأخرى حملة إعلامية ضد جماعة الحوثي المسلحة على مدى الحروب الستة التي خاضها الطرفان فيما بينهما والتي لا يعلم تفاصيلها إلا الله والراسخون في الحروب، مع أن بعضها كانت تتوقف بمكالمة تلفونية وهو ما يؤكد أن النظام السابق كان يستغلها لاستدرار المال من دول الجوار بحجة مكافحة المد الشيعي المتطرف المرتبط عقائدياً بإيران الطامحة لبسط نفوذها في المنطقة كما كان يفعل الشيء نفسه مع تنظيم القاعدة الذي ترعرع في كنفه وفي بلاطه.
إلا أن الثورة الشعبية السلمية كشفت عورات النظام وأسقطت ورق التوت واحدة تلو الأخرى وها هو نظام عصابة الرئيس السابق اليوم يبرر لجرائم الحوثيين ويدافع عنهم في وسائله الإعلامية بل يدفع بأنصاره من المغرر بهم في المؤتمر الشعبي العام للتوجه إلى صعدة لتقديم الولاء والطاعة بل يستقدمهم إلى تعز وغيرها من المحافظات لتحريض الناس على الفوضى والعنف وإثارة النعرات الطائفية والمذهبية.
أحد الناشطين المؤتمريين في مديرية شرعب السلام قدم لي دعوة لحضور فعالية حوثية ستقام في منزله ثاني عيد الأضحى المبارك استجلب الضيف المحاضر من صعدة سألته وما الذي دفعك لهذا العمل ؟ رد علي إنهم يتحدثون عن الجنة والنار.. قلت له: وماذا عن قتلهم للأبرياء في صعدة وحجة وتفخيخ الجثث وانتهاك حقوق الإنسان حتى الطفولة لم تسلم من فعلهم العدواني؟ هل هذه هي الجنة التي يبشرون بها ؟قال لي بصراحة: وهذا ما نريده لن يردع الإصلاح ويوقفه عند حده إلا الحوثيون.
لقد تحول مؤتمر صالح إلى مبشرين بالدعوة الحوثية وحملة لمباخر السيد عبد الملك الحوثي يحثون الناس على الهجرة إلى دياره المقدسة للظفر مما عنده من المال الإيراني والسلاح الذي دفع له من مخازن الحرس الجمهوري، حيث ما يزال العطاء العائلي يتدفق نحو صعدة بحسب وسائل إعلام محلية وخارجية ولعل زيارة موفد الرئيس السابق، وخاله علي مقصع إلى صعدة في الأسابيع المنصرمة في موكب مسلح لهو خير دليل على المؤامرة الحاقدة التي يحيكها الطرفان لتمزيق الوطن والسعي نحو إيقاف عجلة التغيير وإفشال مؤتمر الحوار الوطني القادم، ناهيك عن ابتهاج بقايا النظام السابق ووسائل إعلامهم مؤخراً بما يسمى عيد الغدير ولا نستبعد أن يطالبوا باعتماده عيداً وطنياً كبقية الأعياد الوطنية للبلاد.
وأمام هذا الاصطفاف العدواني ومحور الشر الرباعي صالح، القاعدة، جماعة الحوثي، الحراك المسلح ,مطلوب من المجتمع الدولي وعلى رأسه الدول الراعية للمبادرة الخليجية التعامل بحزم ضد معيقي التسوية وفرض عقوبات صارمة أقلها إسقاط الحصانة وتجميد الأرصدة ومنعهم من السفر وإدراجهم في القائمة السوداء، ومطلوب ممن يطلق عليهم شرفاء المؤتمر أن يضعوا حداً لهرطقات صالح وتحالفاته الشيطانية مع القوى المعادية للمشروع الوطني المدني وفي المقدمة تحرير الحزب من قبضة العائلة التي باتت اليوم تحتمي به وتمارس جرائمها بحق الوطن تحت يافطته..
وأخيراً على القوى الثورية وفي مقدمتها شباب التغيير أن يسقطوا مشروع الثورة المضادة كما أسقطوا مشروع التوريث والاستبداد بوعيهم وصمودهم وتضحياتهم، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .