كثر هم الكارهون لهذا الوطن والعابثون به والمنكدون لحياة السواد الأعظم من البشر، وكثر هم من يخرجون من هذا البلد إلى بلدان الجوار ليصبحوا بعد وصولهم بلد الأغتراب أدوات سامة تشوه صورة الوطن إما بالسلوكيات الغير أخلاقية أو بالتذمر من الوطن وتصويره بأبشع صورة عوضاً عن كونهم سفراء لبلدهم وحري بهم أن ينقلوا صورة جميلة لوطنهم جاعلين من أنفسهم أدوات ترويج سياحي، وبين ما هو واجب وما هو حادث بون شاسع يجعلنا لا نتمنى أن نكون نحن وإياهم تحت راية وطن جميل كاليمن.
صديق لي عاد من الخليج بعد غربة سنة، استنكرت عليه هيئته الجديدة، لهجته الدخيلة، وتذمره من كل شيء في اليمن مقابل الإسهاب في مديح دولة الإغتراب، سألته عن أحواله وعن تلك الحبيبة التي أخلصت له على مدى سبع سنوات فكانت قصتهم على كل لسان فقال لي: هذه فتاة يمنية !! " بصراحة حبة قوية " صدمة وحيرة ولم أدر ماذا يقصد تماماً، لكن سرعان ما أزاح الغشاوة عن فهمي " أنا بدي أتجوز فتاة خليجية، اليمنية ما تناسبني! ".
يا إلهي غربة سنة جعلت من هذا العاشق لفتاة أخلصت له مسخ إنسان، فتنكر لحبيبته وبلده وكل ما يتعلق ببلده، وأمثال هؤلاء نطالب وزارة المغتربين أن تبحث عنهم وتهبهم إخلاء من الجنسية اليمنية وتعفيهم من الرسوم المقررة، لا أشك بأن هؤلاء مستعدون في حال حصولهم على جنسية أخرى بأن يحملوا السلاح في وجه اليمن.
يقولون لا تفقد الشمس إلا بعد المغيب وهذا ما يستدعي أن يغادرنا الوطن كي نظل نتباكى عليه وحينها قد نحبه وقد نعرف قدره الغالي، وطالما وخمسون ألف ريال كفيلة بتخليك عن جنسيتك فما أحوجنا لأن يرحل عنا الحاقدون بلا رجعة.
خمسون ألف نتخلص بها ممن لا يشرفون الوطن ومن هم في خانة العبء الثقيل على وطن جميل وأجمل بمحبيه.

* غصة وطن :
خمسون ألف يا بلادي تقذف الإنسان بؤساً ثم نستجدي العلاء
هل قلتها.. هل قلت يا قومي العلاء
من رام غدراً بالوطن حقاً عليه البؤس وأصناف الفناء
وطني الجميل إنا نحبك..
أي نحبك
يا أقدس الأشياء