من منا لا يتذكر، يوم الدم يوم زعم انتصار العار والحقد على الشرف والصمود والحب... إنه يوم 11/11/2011 والذي نعيش ذكراه الأولى في هذا اليوم المشهود.. إنه يوم حاول الرئيس السابق استعراض قواته الحمقى فيه ليسفك دماء نساء عزّل ليس له أي مبرر في سفك دمائهن إلا أنهن طالبن بالحرية التي يضيق صدر صالح ومن سار على نهجه منها.. نعم في ذلك اليوم كانت تعز على موعد مع حماقة وسفالة من نوع جديد وفريد، كان أبطاله هم ريموتات بيد صالح ونظامه يقتلون ويسفكون ويعيثون في الأرض الفساد.. حيث أنهم لم يقدّروا يوم الجمعة ولا خطبتيها ولا الصلاة، فقد داسوا على كل شيء ليذهبوا بأرواح أشرف نساء تعز إلى بارئهن، معتقدين بذلك أنهم سيمحون ذكراهن وسيخمدون الثورة، إلا أن أبناء تعز وجهوا لهم صدورهم العارية وصمدواً صموداً يعجز التأريخ عدن استيعابه ولسان حالهم : لتعلم علم اليقين وتقنع نفسك بذلك بأن الساحات والحرية وإخراجك من الحكم بفسادك هو قدرنا ولن نتزحزح من الساحات إلا وقد رحلت غير مأسوف عليك إلى مزبلة التأريخ أنت ومن معك إن كانت مزبلة التأريخ ستقبلكم.. إنه يوم مشهود يوم ارتقاء الشهيدة الأم تفاحة العنتري ورفيقاتها ياسمين الأصبحي وزينب العديني اللاتي سطرن أروع مشهد تاريخي وهن يصمدن أمام بوابة فندق المجيدي في ساحة الحرية حيث كانت القذائف والرصاص تتسابق لاختطاف أرواحهن الطاهرة.
عجزت النذالة عن تنفيذ الدور الذي نفذه هؤلاء القتلة... واستصعب على السفالة أن تقوم بما قاموا به ليأتي التخلي عن الضمير والحيوانية الذين ويستنكران وينفيان صلتهما بهذه الأعمال اللعينة.. نعم تفاحة ورفيقاتها أسكتن صاروخ وقذيفة العار بصدورهن ولسان حالهن : أيتها القذيفة الحمقاء أنت وصاروخك الأحمق المتفيهق اسمعوا جيداً لا تستعرضوا قواتكم على أبناء تعز العزّل وعودوا إلى من أرسلكم وقولوا لهم لقد تصدتنا نساء تعز وعلمتنا دروساً في الرجولة والحرية والصمود لن ننساها قط،وقلن لنا : أقتلوا ما شئتم منا فنحن قد وهبنا حياتنا كلها لله ولن نهبها لأحد غيره وإذا كن هؤلاء هن نساء تعز فما بالكم برجالها وشبابها الأحرار يا قاتل الشهداء مهلاً نحن في الطريق إليك.. نحمل الغضب وفاءً لكل من قتلت يديك...
نعم فرصاص قناصك المعتوه لم تعد تخيفنا، فبداخلنا من الحرية وعشقها ما تجر أقدامنا للذهاب إليه ونزع الخوف من داخله وإهداؤه ما بداخلنا لينعم بحرية أحرمته أنت منها منذ عقود.... كما لا ننسى بأن نذكّر نجيبة مطهّر ومن جلبوها قبل أشهر إلى ساحة الحرية بتعز بأن تفاحة ورفيقاتها ارتقين إلى بارئهن، فهل علمت نجيبة مطهر بأن تكذيبها وتشكيكها في ذاكم الوقت بأنهن لم يستشهدن كان ليس في محله أم أننا سنرى في الأيام القادمة من يستضيفها إلى
ساحة حرية تعز لتلقي محاضرة في فن تمثيل أدوار الإستشهاد وتكشف عن ملابسات استشهاد الفاضلة تفاحة ورفيقاتها وتعلن بهتاناً وكذباً بأنهن لا زلن على قيد الحياة كما هو ديدنهم؟.. كما أنني لا زلت وحتى اللحظة أتذكر ويطن في أذني تصريح ومؤتمر عبده الجندي الذي اتهم أحد الأشخاص الذين لا أعرفهم واسمه (الأديمي) بأنه هو من قتلهن، ليتهم بذلك الأمن في تعز آن
ذاك وهو يعلم بأنه كاذب.. غبني على هذه الأجساد التي تسيّر وغبني عليهم كونهم تعزّيين ومن المخزي أن تكون هناك تصريحات متناقضة لأكثر من شخصية تدعم النظام.. والله المستعان عليكم... فتعز لا تستحق منكم هذا، هي حنونة أكثر مما تتوقعون ولأنني أعشقها وأحبها وأفخر بالإنتماء إليها ولن أشكك في صدقها وصدق أبنائها فأقول: يا كل العالم إشهد بأني تعزّي..
صدام الحريبي
إشهد بأني تعزّي !! 1698