يوم يرجو الوطن فيه استشعار الرغبة الصادقة من الجميع لإنقاذه, يوم يعول عليه الكثيرون لفتح صفحة جديدة وهدر أحقاد الماضي تحت الأقدام فداء لك يا وطن.. يوم يبني عليه المواطن البسيط آمالاً عظيمة.. يوم الحلم اليمني بغد جديد, وعيش آمن ورغيد, وسياسة محنكة, وحكم رشيد, ودستور عادل, شامل..
إنه يوم انطلاقة الحوار الوطني.. الحوار الذي نتمنى كلنا أن يكون صمام أمان للوطن , يمنع اندلاع حروب يحتشد البعض ويتداعى لإشعالها!..
الحوار لدى البعض منا يعد هدفاً وغاية , وهناك من يعتبره مصيدة من مصايد عدة تحبك شباكها بالخفاء والعلن لإفشال الفرقاء ومنعهم من التقارب والتعاضد لبناء يمن جديد.. وثمة رأي وسط , وهو اعتبار الحوار المرتقب وسيلة التواصل الإنساني المدلل على رقينا..
والحوار في الأصل يقوم على مبادئ عدة لا بد أن تؤخذ بالاعتبار لدى المتحاورين لضمان نجاح الحوار والتأكد من سيره في قنوات صحيحة توصلنا جميعاً لبر الأمان.
"حاورني" رسالة مفادها أني أحترمك وأتقبلك, ومستعد للتحرك خطوات نحوك لنصل لنقطة وسط نتعايش في محيطها.. "أحاورك" تتضمن أني مقر بأن لك وجهة نظر قد لا تعجبني لكني أقدّرها وأقدّر موقفك وسأبذل جهداً لأتفهمها وأكون منصفاً معك..
الحوار سقف مفتوح ذو محددات أفقية تؤطره للوصول لنتائج أفضل وأكثر وضوحاً وأيسر تنفيذاً.
والسقف المفتوح قد يغري البعض للتحليق في فضاءات من الخيال البعيد عن واقعنا المعقد , ومع ذلك فليس لأحد من الفرقاء الحق في منع الآخر من بعض الشطحات ـ كما قد يسميها ـ لأن الأمر في الأخير لا يعدو عن كونه زوايا نظر متعددة ومختلفة، ويبقى الشيء الوحيد الثابت هو أنا جميعنا أبناء هذه الأرض الطيبة ونعشق ثراها, وجميعنا يحق له العيش عليها بسلام والحصول فيها على فرص النماء والتطور دون النظر لمذهب أو عرق مادمنا نبرهن في كلما نفعله على انتمائنا لهذا الوطن.
وأخيراً: نتحاور أنا وأنت لندلل على بشريتنا وإنسانيتنا وقدرتنا على ضبط النفس والتخلي عن العنف المذموم , الذي في غير محله, ونؤكد قدرتنا على منح الآخر فرصته ليشرح نفسه وينثر على الطاولة حاجاته كإنسان, وهي حاجات احترمها دستور السماء فجعل الشريعة تدور مع حاجة البشر، فأطلق الفقهاء قاعدة:"أينما وجدت الحاجة فثم شرع الله"..
وأعلاها في هذه الفترة الحرجة من تاريخ اليمن هي الحاجة لأن أعامل كمواطن صالح وأعطى حقي في البقاء والشراكة مهما حملت من فكر مضاد للبعض مادمت أسير وفق الدستور المعلن والسائد على الجميع.
نبيلة الوليدي
العد التنازلي لليوم الموعود 2143