* الإهداء : إلى من تملكت روحي فعبدت هواها، أمي الحبيبة / صفية بنت محمد لم تخذلني لغتي إلا عندما أحاول أن أعبر بجهد المقل العاصي عنك يا من تلهج لساني باسمك والصلاة لك، ذكراك من الأساليب اللاإرادية كدتفقات الدم في قلبي، كلما أتأمل خطوط يديك أكن علي يقين بأن يديك شكلت هذا الشاب المتأمل أنا، فلولاك لما كنت شيئاً مذكوراً.
لا حب إلا إليك ولا متعة أجدها في حياتي إلا وأنا أقبل باطن قدميك ممرغاً شفاهي وجبين تكبري الذي لم ينحن إلا إليك بذرات رمل علقت بباطن قدميك الشريفتين والتي لو أمرت بالسجود لهما ليل نهار لكان أحب إلي من كل شيء آخر.
أمي وحبيبة أيامي، من لي سواك وأنت التي ما ادخرت جهداً لتربية أولادك الإحدى عشر بكل صبر، وقمت بما لم تقم به نساء الدنيا، إذ اشتعل رأسك شيباً ومازالت باحثة عما يسعد من صنعت بكلتا يديك منهم رجالاً، الله ما أروعك ! عندما اختلطت عليا كثرة الآلهة أدركت أنك أقوى الأدلة الكبرى على وجود إله خبير حكيم متقن، فكنت دليلي لمعرفة خالقي.
أميمي، كل سنين عمرك وأنت تهرعين إلى الحقول تزرعين الأرض ومازلت وقد بلغ بك العمر عتياً فتملك حب الأرض قلبك، فحري على خالقنا أن يحبك وأن يجعل حبي لك لو قسم على خلق الله لغمرهم.
أماه، من أين آتي بقلب يستوعب حبك، وأنا الذي تتساقط دموعي مطراً كلما تذكرت الضنى والتعب وسهر الليالي والأعوام الذي ألحقته لك منذ طفولتي ؟ الله أكبر.. يا لهذا القلب الكبير قلبك تقضين أوقاتك في خدمتنا أو في قلق غيابنا وصلوات على سجادتك تدعين لنا بالخير والرعاية وتودين لو لم يغافلك النوم لساعة كي تتمتعين ببذل أكبر الجهاد في رعايتنا جميعاً.. الله أكبر عندما أجد أن لا امرأة أرتقت بنظري لأن تحل شبراً في كون محبتي لك.. الله أكبر عندما أصلي بخضوع المبتهل لرب الكون أن يهبني جحيماً أحمراً مقابل أن يهبك كل حسناتي اعترافاً بفضلك واستباقاً ليوم يفر المر من أبيه وأمه وأخيه.. إلهي إعطني شيئاً استثنائياً لأرمي بكل حسنة لدي في ميزان أمي ودعني أحمل كل سيئة لها لتكون سيدة نساء الجنة وإن قبعت في جهنم خالداً مخلداً، أقول هذا ورحمتك وقدرتك أكبر من أن تجعل خلقك جميعاً في جنة النعيم.. الله أكبر حينما أشعر بدفء أحضانك وتختفي كل هموم الدنيا إن لامست يداك الحنونتين شعر رأسي.. أنت وأمهات العالم وكل نون النسوة سبيل لنيل رضوان الله..
لم ينته البوح فالبغد جل محبتي أنثرها هنا يا حبيبة..
أحمد حمود الأثوري
سيدة النساء أنت يا أمي ( 1 – 3) 2092