* الإهداء : إلى من تملكت روحي فعبدت هواها، أمي الحبيبة / صفية بنت محمد تختلط الأمور في عيني وتسرقنا صروف الحياة ونتوه في لجج المعاناة وأجدك بلسماً لكل جرح، ونظرة حانية منك كافية لإزاحة سنوات من الخيبة ومبعثة للفرح في الأرجاء.
أمي الحبيبة / كيف لي بحروف تكون بحجم إمتناني إليك، ومن أين لي بخيال لأرسمك في كل المحطات التي أعبرها بحثا عن سعادة ما ولا أدري بأن السعادة كلها في نيل رضوانك.
كم أغدو طفلا لم يفقه لغة الحزن والهم عندما أسمعك تصدحين برضاك عني، بعد كل العناء الذي تسببته لك ! وكم أشتاق.. نعم أشتاق بكل حواسي إليك حتى وأنا بين أحضانك ولكم ذا وددت أن أفصل وجهي فردتي حذاء تنتعليها على الدوام، لا يرضيك هذا يا أميمي ولا تقبلين لولدك سوى العز والكبرياء الذي أرضعتنيه سنينا لكن حقا أقول الذل والخضوع لك كبرياء ما بعده كبرياء، جنة عرضها السماوات والأرض الجها وأنا ساجدا، خاضعا، وذليلا عند أقدامك..
ما أطيب الذل والخضوع لك فلكم أجدني أتحرر من أخطائي وأخلعها كمعطف شتوي حينما تلامس باطن قدميك شفاهي.. لكم تضفي قطرات الأتربة العالقة بقدميك طهارة ونورا لجبين تكبري.. وكم ذا أبغض من يتجاهل أمه أو يعتلى صوته على صوتها القادم من الجنة.
أماه / سألت نفسي مراراً لماذا متمسك أنا بهذه الحياة وفرزت أمامي كل موجبات الحياة فوجدت أخيراً أنك السبب الأكبر لبقائي متمسكا بالحياة؟ فما أجمل العمر بقربك وتحت ظلك وفي طاعتك، أهبك أيامي أجمعها وأخشى أن تتطايرين دموعاً ثكلى توقظني من قبري إن غادرت الحياة ! فقلبك ممتلىء برجالٍ أفنيت عمرك ودخلت عقدك السابع مجاهدة لحصولهم على أمنياتهم.
الله يا أمي ما أحقرني وأحقر ما أبذله وما أعظم قباحتي وخطيئتي عندما أقارن بإحدى شعرات الشيب في رأسك !آمنت يا أمي برب جعل الجنة تحت أقدامك، وجعل رضاك طريقاً إلى الجنان وغضبك يفتح عتبات الجحيم وجعلك سبيلاً للرزق وتقبل الدعاء، آمنت بالله الحق الذي كرم الأم ونزلها منزلة لا يرتقي إليها "آدم" وقدر تعبها المضني وسهر الليالي برضا منها وفرح.
أمي الحبيبة / أصلي لإله قدير شافٍ أن يذهب عنك كل سقم ويمدك بالصحة والعافية وما يحرمنا من بعض ويجعلك تاجاً على رأسي، أنت وجميع أمهات العالم طريقنا إلى الجنة، فلكن الصلاة بطول العمر بصحة وعافية وسعادة.
ولم ينته البوح فالبغد جل محبتي أنثرها هنا يا حبيبة..
أحمد حمود الأثوري
سيدة النساء أنت يا أمي (2 - 3) 2489