عهد عن الزعامات الإسرائيلية السعي لتحقيق النجاحات في الانتخابات من خلال إراقة المزيد من الدم الفلسطيني وربما بدأ رئيس الحكومة الإسرائيلية "نتنياهو" يدشن مساعيه للفوز في الانتخابات بعدوان وحشي على غزة ..
ما تتعرض له غزة من قصف همجي يعد اختباراً صعباً لدول الربيع العربي، ولاسيما مصر، فإذا لم تثبت هذه الدول غيرتها القومية والإسلامية على فلسطين، فلن تقوم لها قائمة بعد ذلك وسيظل استمرار تواطؤ الأنظمة الوليدة لعقود قادمة من الزمن، كما كان الحال في الأنظمة السابقة .
ويبدو أن موقف الرئيس المصري/ محمد مرسي والذي قرر سحب سفير مصر من إسرائيل واستدعاء السفير الإسرائيلي بالقاهرة احتجاجاً على العدوان الذي أدانته مصر بقوة وبوقت مبكر، يؤكد أن الأنظمة الوليدة من ثورات الربيع العربي لا تقبل العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين، وعلى بقية دول الربيع أن تشد على يد مرسي للخروج بموقف موحد ضد العدوان الوحشي على قطاع غزة.
ولعل الموقف المصري أعاد الاعتبار للنخوة العربية وأجج فينا مجدداً مشاعر الحماس العربي والغضب العربي والغيرة العربية وأثبت لنا أن "القومية" لا زالت حية فينا وأن مصر اليوم مختلفة عن مصر الأمس والشعب العربي لم يعد خانعاً كالماضي، بل أبياً كما هو بتاريخ أجداده العظام.
إسرائيل تترقب الآن قياس امتحانها لدول الربيع العربي بمراقبة دقيقه سيحدد ليس فقط عمق وقسوة الهجوم الإسرائيلي الحالي على غزة فلسطين، فهذا الاختبار للربيع العربي مؤشر على مدى إمكانية بقاء إسرائيل، تفرض أجندتها وتحدد على الدوام شرعية عدوانها، دون أن تجد من يوقفها عند حدها، فليس مقبولاً أن نسمع ونعيش ما عشناه في زمن الأنظمة البالية، وأن يقتصر الموقف العربي الربيعي على الحالة التي كانت سابقه، بمعنى الاكتفاء فقط بالرفض والإدانة والتنديد اللفظي البعيد عن الفعل الحقيقي الذي يمس المصالح.
إن فلسطين عربية إسلامية موحدة بكل الفلسطينيين بدون استثناء، فقد آن الأوان لأن يعلو صوت العقل والحق فينا، احتراماً للدماء التي تراق على تراب وطننا الغالي وجب، علينا كعرب أن نحقق نجاحاً باهراً في الامتحان لإيقاف عنجهية إسرائيل وإفشال مساعي نتنياهو في اتخاذه من دماء إخواننا بفلسطين وسيلة للفوز بالانتخابات.
إيمان سهيل
مرسي يعيد الاعتبار للنخوة العربية 1895