الرئيس الأمريكي باراك أوباما الخارج لتوه من معركة انتخابية وتفوقه على خصمه الجمهوري ميت رومني الذي حظي بأصوات اللوبي الصهيوني بمن فيهم رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو الذي وجه صفعة قوية له ودعمه العلني لرومني ربما كانت كافية لمراجعة سجل الولايات المتحدة الأمريكية المتحيز إلى جانب المحتل الإسرائيلي ضد الفلسطينيين أصحاب الحق في معركتهم الكونية من أجل نيل حريتهم واستقلالهم ومن المعيب في حقه أن يسارع لإدانة الضحية والوقوف إلى جانب الجلاد الإسرائيلي في حربه القذرة الحالية على قطاع غزة، بل والتأكيد على أن إسرائيل من حقها الدفاع عن نفسها وهذا الموقف نفسه سبق أن أعلنته سوزان رايس مندوبة أمريكا في مجلس الأمن.
لقد نسي أوباما في نشوة فوزه بفترة رئاسية ثانية لأكبر دولة في العالم أن الحرية لا توهب ولا تعطى منة من أحد وأن كل الدساتير السماوية بما فيها القوانين الدولية وجلها أكدت على حق المظلوم في الدفاع عن نفسه والتحرر من الاستعمار واستخدام كل الإمكانيات المتاحة بما فيها الكفاح المسلح ولولا ذلك لما كان هذا العبد الكيني سيداً في البيت الأبيض، فلماذا يستكثر على الفلسطينيين الدفاع عن أنفسهم بسلاحهم التقليدي البسيط في وجه الآلة الصهيونية الغاشمة؟.
إن أمريكا ومن خلفها الغرب المنافق يقيمون الدنيا ولا يقعدونها لمجرد أن يصاب مواطن أمريكي أو اسرائيلي بجروح بسيطة ولا تتحرك مشاعرهم اليوم لهدم عشرات البيوت على ساكنيها في غزة وسقوط المئات بين شهيد وجريح، أليس هؤلاء في نظر سيد البيت الأبيض بشر يجب نصرتهم وحفظ دمائهم؟.. لقد كان الأولى باوباما حسين أن يلجم العدوان الإسرائيلي ضد قطاع غزة المحاصر منذ عشر سنوات بقرار أمريكي وتواطؤ غربي وخذلان عربي وهو رئيس الدولة الأولى في العالم التي تتدعي مناصرتها للحريات ومناهضة الاستبداد وحمايتها لحقوق الإنسان بدلاً من مغازلة الجلاد ومحاولة استرضاء ود نتنياهو ومن خلفه اليمين المتطرف بهدف تحقيق مكاسب انتخابية وإعادة معنويات جيش الاحتلال لاسيما في ظل ثورات الربيع العربي، كان على أوباما أن لا يخيب ظن ملايين العرب والمسلمين الذين هللوا لوصوله إلى البيت الأبيض بسبب جذوره الإسلامية بالرغم من أنه حينها قطع الشك باليقين وذهب إلى إسرائيل لتأدية الصلوات التلمودية وكان عليه أن لا يخرج عن التقاليد الدبلوماسية وينسى انه رئيس أمريكا ويذهب إلى حديقة البيت الأبيض للاحتفال بإعلان إسرائيل نجاح منظومة القبة الحديدية التي ستمنع سقوط صواريخ المقاومة في المدن المحتلة.
وأمام هذه المواقف المعادية لقضايا العرب والمسلمين من قبل الأمريكان كان أملنا الوحيد بأخينا المسلم باراك حسين أوباما الذي عشنا حملته الانتخابية خطوة بخطوة في تغيير سياسة الولايات المتحدة والانتصار لقضايانا، لكنه هو الآخر خيب ظننا فيه ويا فرحة ما تمت وكما يقول المثل المصري" جاءت اليتيمة تفرح ما لقتش لها مطرح" وعلى من لا يزال يراهن على صحوة ضمير أخينا باراك حسين نقول له بارك الله فيك وأحسن إليك، متى كانت أمريكا راعية للسلام، ومتى كان اليهود والنصارى راضين عنا وينتصرون لقضايانا لو كانوا كذلك لما وصفهم رب العزة بقوله:"ولن ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملتهم".
عبد العليم الحاج
ما هكذا تورد الإبل يا أوباما؟! 1850