لماذا نستغرب من وحشية إسرائيل وتسجيلها أرقام مخيفة من إزهاق الأرواح ؟ لماذا ونحن في متعة نقضيها متفرجين على مسارح الدماء النازفة ببلداننا التي يسحق الحكام بها - فداء للكراسي - وروداً متفتحة كقرابين لنزوات الشيطان !
كانت إحدى مساوئ الربيع العربي وحشية الحكام وصمت العرب العالم خاصة العرب جراء المجازر المرتكبة ضد الشعوب التي تاقت للحرية والإنعتاق من سلطة الفرد الواحد ، وهذا ما يجعل دماء العرب ككل أشد " بؤرة " رخصاً من ذي قبل فلم بالله علينا أن نبدي استغراباً غير مبرر ونرفع حواجبنا ونفتح أفواهنا واضعين باطن الكف على صدورنا من هول الفجائع لما يجري هناك في الأراضي المقدسة .
مر عامين على الثورة السورية وأزهقت فيها قرابة الأربعين ألفاً من أغلى الأرواح واغتصبت طبيعة عذراء أنعكس شرفها على كل العرب " بعد أن كانت متنفساً سياحياً للجميع "
وعم الدمار وصولاً للقرى ، فهل يجوز لنا أن نفغر فاه أو نقول " يا رب .. ما كل هذا ! "
الحاكم دوره الفعلي يتمثل بالحفاظ على كرامة وعز شعبه ومخافة الله من مغبة تحمل المسؤولية بدون ضمير إنساني، لكن بلداننا العربية حفلت بحكام همهم الالتصاق بالكراسي وتقديم أرواح الشعب قرابين للبقاء ، وما كانت ثورات الربيع سوى ورقة التوت الأخيرة التي سقطت وبدت من خلالها عورات وعورات بعد أن تخللت فترات الحكم تصفية المعارضين وامتلأت البلدان بسجون اكتظت بكل من صرخ ب " لا " مع تراكم كم هائل من المخفيين قسراً وظلماً
وإبقاء مصيرهم مجهولاً ، ولا نعي بأن هذه الأنظمة خنقت كرامة العربي وأصبحت إسرائيل لا تخشى عربياً وهم في حال يقتل الحاكم شعبه وتتآمر دولة على إنهاك أخرى .
وسط هذه المهانة رسم أبناء غزة صورة جلية عن الكرامة ورفض المذلة أمام آلة الموت المتقدمة وخذلان العرب ، والأخيرة أشد فتكاً بهم من آلة الحرب الإسرائيلي .
فهم فقط من ينقلون صورة عن كرامة العربي ومن يعرفون حقيقة وحشية إسرائيل وسببها !
* غصة وطن :
يا أهل غزة !
ولكم من السماء رزقكم
"مزن غراد"
وقصفها المدافع
ولكم من الأرض العرابية ألف خذلان ونار
غير الإله الرب
لن تجدو أبدآ معين
أحمد حمود الأثوري
لا لوم على إسرائيل في توحشها ! 1894