فخامة الرئيس :
صعدت إلى دفة الحكم في أصعب اللحظات بعد أن كنت مغموراً ومقصياً كإحدى ظواهر نظام الآسرة الذي لم يهبك طوال عقدين من الزمن سوى الاسم " نائب الرئيس " وقد جاءتك فرصة لتخلدك بمواقف وطنية لا سواها ينتظرها منك الشعب اليمني عامة ومترجمة إلى قرارات جريئة تصب في صالح الوطن لا أكثر.
يبدو للناس أنك تتهيب الأمر وتراعي مشاعر الأطراف التي تحاول أن تكون لها قرارات موازية لقراراتك وتتعمق الفكرة لدى العامة بأنك وبعد هذه الفترة " لم تصدق بعد بأنك رئيس الدولة " وكأن ما هو حادث مجرد حلم تنتظر بخوف أن تصحو منه " لذا تقف في الوسط وتبحث عما يرضي هذا ولا يزعج ذاك.
ما دفعني حقيقة للكتابة هو أنك رئيس يحظى بتأييد داخلي وخارجي وتنتظر مجاميع البشر مواقفك في إنقاذ البلد ودفع عجلة التغيير بتسارع يلبي حاجة الوطن ويسحق الفتن الطائفية والمناطقية المنتعشة حالياً.
لا نريد لك سوى أن تخلد بذاكرة الوطن وأن تصل بنا وبالوطن إلى مربع الأمان بعد أن كررت بكل خطاباتك بأن عجلة التغيير قد تحركت، حتى ضننت أنك لن تسكت عن تكرارها.
حقاً أقولها بأني لم أنتخبك وصفقت جداً لفوزك على منافسك " العدم " وإلى الآن وأنا نافش ريشي فخراً بك واعتزازاً برئيس مثلك تقبل أن يقود الوطن بأهم وأصعب مرحلة في تاريخه الحديث، وأشعر أحياناً بأنك تمثل دروب الأب، فلا تدري أترضي من وتدع من وعاطفتك على الجميع، لتستغرق بحيرة تفتك بالبسطاء وجل ما أخشاه أن تطول فترة مكوثك غارقاً بالتفكير وما تتنبه إلا وقد قاول " عزرائيل " بأرواح كافة البشر
تسعة أشهر كافية لحمل وإنجاب طفل أي هذه الفترة كافية لوجود روح جديدة في هذا الحياة " بقدرة رب العباد " وهي إلى الآن نفس الفترة التي مضت على توليك الحكم، فأين هذا التقدم في فرض الآمان وهيكلة الجيش وسحب الأسلحة ونقل المعسكرات وتلبية مطالب السواد الأعظم ؟
ألتمسنا لكم العذر فيما يخص أن المرحلة تستدعي الصبر وأن الأمور لا تتم بهذه السرعة وقلنا يا فخامتك " شهر ضيافة واستقبال التهاني وشهر تتوضع فيه على الكرسي وشهر تفكر فيه بآلية إصدار القرارات وتنفيذها وشهر تقرأ فيه بنود المصالحة الوطنية وشهر لآلية حوار تلم الطيف اليمني وبعد كل هذه الشهور ماذا تبقى لنعطيك أشهراً إضافية !
ظننا أنك تسحب البساط بالتدريج من الجاثمين فوق صدر الوطن ولكن تبدو أن القرارات العظيمة تنتظر أن تباركها الأطراف لنسمع عن مباركة هذا لقراراتك وصمت ذاك " وهل تحتاج كرئيس دولة لأن تبارك قراراتك الوطنية ممن خرج الناس بثورة ضدهم وضد عبثهم بالوطن ! ! "
لتفهم يا فخامتك إنك رئيس اليمن، ثق في هذا، وصب بجم قراراتك التي تقفز بالوطن من ظلمة الظلم والفساد إلى روابي العدل والأمان وحيث كل فرد يساوي مواقفه الوطنية.
أحمد حمود الأثوري
في التأني ضياع الوطن يا فخامة الرئيس ! 2434