هذا المصطلح أو بالأصح هذا التعبير أبلغ ما استعطت أن أعبر به عن حالة الإشمئزاز والقرف الشديدين اللذين أُصاب بهما وأنا ألمح هذا وأترقب ذاك يطوفون بمرافقيهم المدججين بالسلاح، ظاهرة أقل ما يقال عنها أو يوصفها بعدائية النفس للنفس.
هذه الظاهرة وهي كما قلت انتشار المرافقين المسلحين بإفراط سواءً للمسئولين الصغار أو للمشايخ وحتى للأعيان الجدد "أعيان أبو ألفين ريال " كبــثـــــور امتلأت بالصديد في وجه القانون .
هذا القانون الذي يعتبر الحامي لحقوق الناس وحرياتهم و الضامن لكرامتهم ،ملأته تلك البثور تشوهه وتحرقه وتنسف قيمته، بأن أصبح كل شخص طرزان عصره، وقانونه يده ومرافقيه جنده وحرسه وكأنه أكبر من شيء اسمه قانون ينظم الحياة ويحفظ السكينة ويديم ويقوى الأواصر المجتمعية.
يظهر هؤلاء المتعالون بهذه الهيئة وكأنهم أكبر من القانون وأعلى من بقية الناس.
يُفهَمُ من أفعالهم هذه شعور بغيض بالنقص والنقمة وربما العداء الشديد كل هذا بدون وجهة وبلا سبب لذلك لا يفسر هذا إلا بعدائهم للشعب وحنقهم عليه لأسباب يعلمها الله!!
كل هذا يحصل في حين يعيش الناس جواً من الحياة الاجتماعية المتناغمة و الآمنة بدون رماية ولا تفحيط بسياراتهم في وجوه بعضهم البعض، ولا تعالي مرافقي هذا على ذاك ، ولا تباهي هذا بسلاحه وذاك بكم مرافقيه أو قولوا بيـــــــــــــادقه .
تجعلهم هذه الأفعال يظهرون بصورة الشاذ الخارج عن المعتاد والطبيعي الذي جُبل عليه المجتمع .
كم يحزنني أن أرى مدينتي قد تكدست بمثل هؤلاء ممن نصبوا أنفسهم أكابر على عموم الناس ومعصومين من الاحتكام للقانون والدولة في حين كل شخص يجزم بأنه دولة داخل دولة
إن كان ولابد من تعويض هذا الشعور بالنقص من قِبلَكم أيها الُمحدِثين فهلا حفظتم لمدينتنا حرمتها وهلاً حفظتم لها هيبتها كرامتها، إن كان لابد من إخراج عقدكم على الناس و إظهار عدائكم ونقمتكم لهم بالاستعراض بمخازن سلاحكم البشرية المتحركة فَــقُراكم وقُبلَكَم أسلم لكم و أحفظ لفظائعكم فالمثل الشعبي يقول (مال للمجنون إلا أهله )
أما مدينتي فأنا كفيل ومعي الغالبية العظمى من المجتمع بمحاربة هذه الظاهرة وهو واجب الجميــــع ليس في إب فقط وإنما في اليمن أجمع وسنسير جميعنا يداً بيد لنصنع وعي وثقافة الدولة المدنية، دولة القانون والعدالة الاجتماعية.
هشام عباس
بثور في وجه القانون 1625