;
ألطاف الأهدل
ألطاف الأهدل

لهذا نجح أردوغان 1924

2012-11-29 03:41:52


أحياناً لا نستطيع أن نجيد قراءة الأشخاص من حولنا إلا إذا كنا بارعين في قراءة ما بين السطور وهذه موهبة يؤتيها الله من يشاء من عباده، خاصة أولئك الذين يتمتعون بسلام داخلي غامر ورضا روحي كبير بكل ما حولهم في هذه الحياة ولعل ما يدعو لتأمل وجوه أو سلوكيات أو ردود أفعال البعض تلك الكاريزما التي يتمتعون بها والتي تجعلهم قدوة لمن حولهم دون أن يشعروا أو يشعر الآخرون.
رجل مثل رجب طيب أردوغان يحمل جاذبية سياسية خاصة، لابد أن يكون قدوة جيدة لكل من يبحث في أسباب ودوافع نجاح القادة والزعماء، فلهذا الرجل قدرة كبيرة في تحريك طاقات الناس والسبب أنه يملك طاقة عاطفية هادفة هي من تحرر قراراته السياسية الخاصة والعامة وتنقلها إلى حيز التطبيق. وفي كل مرة أقرأ فيها عن زعيم سياسي أو ديني ناجح أعود لأكتشف أن سبباً واحداً يقف خلف نجاح هؤلاء وتميزهم، إن لهم قلوباً نابضة بالخير والحب وتقدير الآخرين.
يُقال في (قصة زعيم) وعندما كان أردوغان رئيساً لبلدية اسطنبول وعلى لسان رئيس الأملاك والعقارات في تلك الفترة إن أردوغان كان قد استصدر قراراً بهدم إحدى القرى الواقعة عند نهاية أحد الجداول في اسطنبول واتفقت إدارة الأملاك حينها مع سكان القرية بشأن التعويضات المالية المناسبة وتم تحديد اليوم لذلك وكان يجب أن يكون رئيس البلدية (أردوغان) موجوداً ليشرف على العملية بنفسه، ولإتمام عملية الهدم تم الاستعانة برجال الأمن وفريق طبي متكامل والكثير من المعدات والأجهزة اللازمة، تم النزول إلى القرية ووقف الناس في انتظار الحدث، فخرجت من بينهم امرأة عجوز تحمل شيئاً من لبن العيران وتوجهت به مباشرة صوب أردوغان مخاطبة إياه قائلة: أهلاً بك يا بني لقد أعددت لك هذا اللبن فخذه وتذوقه وقل لي هل يشبه ذلك اللبن الذي تعدونه عندكم؟ فأجابها أردوغان "شكراً يا أماه، أتعبت نفسك وسلمت يداك" كان أردوغان قد أعجب ببشاشة تلك العجوز وتأثر من حسن ضيافتها فسألها عن أحوال القرية باعتبارها أكبر الحاضرين سناً، فأجابته: وجدت نفسي في هذه القرية منذ أن تفتحت عيناي، إنها قرية موغلة في القدم وكانت أروع مما تراه الآن، آه لو كنت رأيتها حين كانت تكسوها الخضرة وتلفها الأشجار من كل جانب، أشجار الصفصاف كانت تمتد بضخامتها على ضفتي الجدول، حتى أن ذراعيك قد لا تسعها الإحاطة بها، ليت هذه الصخور والفروع والأغصان كانت لها ألسنة حتى تحدثكم وتقص عليكم، ثم أغرورقت عيناها بالدموع وهي تسرد ذكرياتها في تلك القرية وكانت تتنهد حيناً وتتحدث حيناً آخر بمرارة شديدة عن الأحبة والجداول وشروق الشمس وغروبها وقطعان الماشية ترعى في وسط الحقول، تأثر الحاضرون ممن جاءوا لإتمام عملية الهدم واهتزت مشاعرهم وأنسابت الدموع من عيني أردوغان أمام الجميع، فما كان منه إلا أن أمر بجمع المعدات والأجهزة وأمر الجميع بالرحيل معلناً وقف الهدم حتى ظن البعض أنه يمزح، لكنه كان جاداً في قراراه، لأنه أدرك أن أهالي القرية غير راضين عن هدمها وأن موافقتهم جاءت عن خوف وليس عن قناعة، فعاد الجميع من حيث أتوا!.
انتهت القصة فهل يفهم أصحاب القرار أن نجاح العظماء يعود إلى تلك الرحمة التي تملأ قلوبهم؟ (ولو كنت فضاً غليظ القلب لانفضوا من حولك) صدق الله العظيم، وهل يفهم هؤلاء أيضاً معنى التواضع والحوار والنزول إلى الشارع لفهم معاناة البسطاء من الناس؟.
 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد