;
معاذ غالب الجحافي
معاذ غالب الجحافي

باسم الثورة يريدون قتلها 1616

2012-12-02 03:49:09


إن المتأمل فيما يجري في دول الربيع العربي وعلى وجه الخصوص في مصر، يدرك تماماً أن ما يجري ليس محض الصدفة,وان تلك الأحداث ليست وليد اللحظة، ومن يقرأ التأريخ يعرف جيداً ما وراء ذلك, ومن وراءه، ويعرف أن الكثير من أبناء هذه الأمة ليس بغافلين عما يحدث، وما سيحدث، فهم يدركون ذلك، ويعرفونه من خلال التاريخ العظيم لهذه الأمة.
وإن لم نكن هنا بصدد قراءة التاريخ؛ إلا أنه يجب علينا معرفة مكونات الماضي، وأساسياته، التي تقودنا إلى التفكير على نحو سليم بحاضرنا، والتخطيط، والتنمية للمستقبل، لأن الماضي هو الذي يشكل الحاضر، والحاضر هو أساس المستقبل.......الخ.
فالذي يحدث ـ وهو ما توقع الكثير حدوثه ـ وإن كان من إخراج الأنظمة البائدة وإنتاجها كما يرى الكثيرون، إلا أنها ليست وحدها، فهناك أطراف أخرى تساند وتدعم ذلك، فالذي يحدث وما يجري يدل بما فيه على ما فيه، ومن فيه، ويدل على أهدافه، ومقاصده وهذا ما نريد أن يعرفه الجميع.. فإذا كانت أهداف الثورة واضحها، والثورة مستمرة لتحقيق أهدافها؛ فهل ما يجري هو لصالح الثورة، أم ضدها؟ فإذا كان لصالح الثورة، فلماذا أصبح رموز النظام الفاسد، والبقايا، والفلول أكبر الداعمين، والمساندين لذلك؟ فهل كانت الثورة لصالحهم، أم ضدهم؟ فإذا كانت لصالحهم، فلماذا وقفوا ضدها وقتلوا شبابها؟ فهل سيسعون إلى إنجاحها؟ وكيف يكون ذلك؟..
أما إذا كان ما يجري هو ضد الثورة، فلماذا نجد رموز بعض مكونات الثورة يتقدمون الصفوف الأولى؟ فإذا كانوا ضد الثورة، فلماذا شاركوا فيها؟ وإذا كانوا مع الثورة، فلماذا يقفون ضدها؟ فهل من المعقول أن من قامت ضده الثورة يساند من شارك في الثورة لإنجاحها؟ فإذا كان أول هدف من أهداف الثورة ينص على إسقاط النظام ومحاسبة رموزه، فهل سيسعون إلى تحقيقها؟ ومن يصدق ذلك؟ فكيف بأولئك الذين يعدون رموزاً لبعض المكونات الثورية وقد أصبحوا معهم صفاً واحداً؟ فماذا يريدون يا ترى؟ هل يريدون ـ كما قالواـ إعادة الثورة لأن الثورة قد سرقت بحسب قولهم؟ فمن الذي سرق الثورة يا ترى؟ هل الشعب الذي صنع الثورة هو وأبناؤه الثوار الذين اختارهم ليمثلوه هم من سرق الثورة؟ وممن سرقها؟ ومن هذا المسروق الذي جعلهم ورموز الفساد والبقايا والفلول صفاً واحداً ليعيدوا له ثورته المسروقة؟ أليست الثورة هي ثورة الشعب، والحق هو حق الشعب، والشعب هو الذي قرر واختار؟فلماذا يقولون إن الثورة قد سرقت،إنهم يريدون إعادتها، وتحقيق أهدافها؟ فما سر ذلك؟ أليس لأنّ الشعب الذي هو صانع الثورة، وصاحبها لم يختارهم ، ولأنهم فشلوا في أن يجعلوا الثورة باسمهم وبين أيديهم، وتحت سيطرتهم يوحي بذلك؟ وهل يقصدون بإعادة الثورة إلا أن تكون بأيديهم، ويكونون رموزاً لها، أم أنهم باسم الثورة يريدون قتلها؟ ألا يعرفون أهداف الثورة، أم أن لهم أهدافاً أخرى يسعون لتحقيقها؟ وإلا فلماذا أصبحت الثورة ـ التي يريد الثائر مرسي تحصينها بقراراته التي هي وفق القانون ـ في نظرهم استبداداً؟ وأصبح الثائر مرسي فرعوناً في نظر البرادعي؟ وما الذي جعل الغرب في تصريحاته يبدي قلقه وتخوفاته من قرارات؟ وما سر كل هذا التخوف والقلق؟ فهل يخاف الغرب على مصر؟ ومن يصدق ذلك؟ أم أنه يخاف من مصر الثورة التي أخذت تستعيد دورها في المنطقة والذي برز واضحاً في انتصار المقاومة في غزة؟ وهذا لا يخفى على أحد، فالغرب الذي لا يريد أن تقوم لهذه الأمة قائمة هل سيساند من يريد لهذه الأمة العزة والنهوض؟ أم أنه سيقف إلى صف من يسعى إلى هدمها؟..
فإنها وإن اختلفت الأساليب، والطرق، وتباينت الآراء والمواقف، وتعددت الأطراف... فإن الوقوف ضد مسيرة الثورة، وعرقلتها عن تحقيق أهدافها، هو قتل للثورة وقتل الثورة يعني قتل الأمة،وتدميرها..
وبذلك فان كل ما يجري له جذوره التاريخية،وأبعاده المستقبلية.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد