مواقف الحزب الاشتراكي اليمني فرع تعز ـ قطعاً ـ لا تتفق مع توجهات الحزب الاشتراكي اليمني ولا تسير وفق سياسة اللقاء المشترك الذي يعد الحزب عضواً فاعلاً فيه في تعامله مع المشهد السياسي اليمني ومختلف القضايا والأحداث التي تشهدها الساحة اليمنية منذ إنطلاق شرارة الثورة الشبابية الشعبية السلمية وحتى اليوم. ما يقوم أعضاء الحزب في محافظة تعز يحتاج موقفاً واضحاً من قيادة الحزب وتفسيراً لا يحتمل التأويل لكل الحماقات التي يرتكبها هؤلاء بحق الثورة أولاً وبحق الحزب ثانياً.
ولعل المسيرات المشبوهة التي يدفعون بها وتحمل في طياتها الدعوة لإبقاء تعز في دائرة العنف والصراع المذهبي لهو خير دليل على أن هؤلاء ما يزالون يسبحون عكس التيار ولا يتلقون تعليماتهم من قيادة الحزب التي لا يشك أي مواطن يمني بحكمتها ونضالها الطويل. كما أن التحالف القائم بين كوادر الحزب في المحافظة والحوثيين من جهة وبين الاثنين وبقايا النظام السابق من جهة ثانية لم يعد خافياً على احد بعدما تحول الكثير منهم إلى حملة للفكر المذهبي الاثني عشري في ظل الدفع بمئات من الشباب المغرر بهم إلى صعدة مقابل مصالح شخصية ومادية بحتة وهذه المصالح نفسها هي ربما من دفعت بعناصر الاشتراكي للمشاركة في مسيرة الإساءة لشهداء الثورة تحت يافطة دعم المحافظ شوقي هائل التي دعا لها بقايا النظام السابق وتزعمها ثلة من مدراء العموم الفاسدين الذين أرادوا رد الجميل للمحافظ لإبقائه عليهم في مناصبهم بعد أن كادت ثورة المؤسسات تعصف بهم.
لقد بات الجميع اليوم على يقين أن عناصر الحزب في تعز التي خذلت قيادتها في 97م وصوتت للمؤتمر الشعبي العام عندما قرر الحزب مقاطعة الانتخابات النيابية هي نفسها اليوم أداة طيعة بيد الحوثيين وما مسيرة الخميس الماضي التي تجمع لها الاشتراكيون من مختلف مديريات المحافظة وهتفت لإسقاط النظام الحالي الذي يعد الاشتراكي جزءاً منه ثم المشاركة في اقتحام الساحة بالسلاح وإطلاق الرصاص على شباب الثورة وقذفهم بالحجارة إلا جزءاً من سيناريو لثورة مضادة يراد إجراء البروفات الأولية له في تعز والهدف منه إرباك المشهد الثوري وإدخاله في صراعات جانبية لن يكون المستفيد منها سوى بقايا النظام السابق ودعاة المشروع الإيراني في المنطقة.
شخصياً يحزنني أن أرى البعض من أبناء هذه المحافظة وهي المحافظة التي نحسبها أكثر مدنية وثقافة يسعون جاهدين لنقل المشاريع المذهبية والطائفية إليها مقابل لعاع من الدنيا ومن السخرية أن ينبري لحمل هذه المشاريع من أصموا أذاننا في الأمس القريب بحديثهم عن الحداثة والليبرالية والعلمانية وتغزلهم بأدونيس وشحرور وسلمان رشدي إلى تعصبهم اليوم لعبد الملك الحوثي وعلي خامنئي وحسن نصر الله ولسان حالهم؛ فأينما تكمن المصلحة، فثم شرع الله ولو دخلت المصلحة جحر ضب لدخلوا ورائها.
عبد العليم الحاج
اشتراكيو تعز 1842