بهذه العبارة يحيي أصدقائي من الأردن بلدهم، وهكذا أقابل كل صديق جديد من هذا البلد ب "الأردن أولاً"
وبعد أن غرقت شعوب عربية عدة بأنهار دماء البشر الذين تاقوا لحرية سقفها السماء، يبدو جلياً أن الأردن في هذا لم تكن أولاً بل أخراً أو في مراتب متأخرة من ثورات الربيع العربي.
وهنا ستجدنا كيمينين وجدنا مادة جديدة خصبة للاختلاف فيما بيننا ب "مع " و " ضد " الملك والشعب، وسيحشد الفريقان كل ما لديهم استهلاكاً للطاقات وبث مزيد من الشحناء وكرمزية لاختلاف "أبو يمن" في مسائل ليس لهم بها ناقة ولا جمل، ستقف جماعة الحوثي في طرف والإخوان في طرف آخر
وسيتقاسم الطرفان نصيباً من الكره لبعضهم، وما حوادث الانقسام في الشارع تجاه الأزمة الحالية في مصر إلا خير دليل على أننا شعب "فضولي"
الأردن أخيراً ولدى من يحاولون الخروج عن الملك ونظامه فرصة لتطوير أساليب المناعة من سارقي الثورات وتوفير أكبر قدر من مصل الحصانة ضد فيروس الاندساس وحرف الثورات وسرقتها.
قد تُخترق " بضم التاء " محاولات الشعب الأردني وذلك بتعميق الفجوة بين الأردنيين النشاما وبين الأردنيين الفلسطينيين ليخرب وعي البشر هناك وإحداث شرخ وفتنة من هذا النوع رديفاً ومماثلاً للفتنة الطائفية في سوريا، إذ أصبحت البيئة العربية جاهزة للانفجار العظيم وتفجر ألغام الطائفة والعرق والانتماء، وفي بلد كالأردن، فتربة الاختلاف خصبة فيما يخص الأردني والأردني الفلسطيني "
وفي مجمل الأحداث، فالأردن دولة محاطة بمخاطر عدة وموقعها الجغرافي يجعل الضغوطات تزداد، فثورة مستمرة منذ قرابة العامين
هل سيتمكن أبناء الأردن من انتزاع حقوقهم - يطالبون بها - بعيداً عن خدش جمال وعذرية بلدهم الجميل؟
" جدبة الغاز" بعد أن رفعت الحكومة عن دعم المحروقات تبرز كرمزية لسياسة الدولة الجديدة جراء ضغوطات عدة تواجه الملك الأردني وهي الأشد منذ تسلمه دفة الحكم بعد أبيه قبل 13 عاماً، وسط تنامي أطراف جهادية ستسعى لزعزعة الأمن.
"جدبة الغاز" كانت الذراع التي حركت الشارع الأردني لتبدو أنها هي أولاً وليست الأردن.
أرى أن يحافظ أبناء الأردن على وطنهم وتجنيبه فتنة على أقل تقدير وتحت سقف أي مبادرة ستجلب الأحقاد بين العشائر والأردنيين من أصول فلسطينية، ويجب على معارضي الملك وسياساته التفكير في بلدهم الجميل والسعي نحو الحصول على حقوقهم بطرق تجنب البلد ويلات عدة.
أحمد حمود الأثوري
الأردن أخيراً ! 2110