إن الثورة الاستراتيجية والعميقة والجوهرية تكمن في توجه النخب الثورية التغيرية المخلصة نحو المجتمع مباشرة للعمل على توعيته بالحوار الوطني وأهميته وضرورته وتمكينه من فهم الأدوات اللازمة للحوار والتي يكون بها أكثر وعياً وفاعلية وأكثر استعصاء على محاولات الترويض علي لقبول ثقافة القطيع والتبعية العمياء، وإذا كنا في طريق التخلص من الاستبداد والمستبدين، فمن المنطقي أن نزيل من المجتمع كل العوامل التي تجعل المجتمع لديه قابلية للاستبداد، لأن أي مجتمع لديه قابلية للاستبداد سيستبد به أيا كان حاكمه، وفي ظل حالة الانشغال بالتمترس والمماحكات الحاصلة اليوم، فإننا نحتاج إلى من ينتبه ويتوجه نحو المجتمع وينشغل ببنائه وهو فرض عين المرحلة.
محمد سيف عبدالله العدينى
الثورة الحقيقية 1651