ها نحن نستسلم للوهن ونركض نحو التغييب والغياب. الشموس أزف رحيلها، ويكحل نهارنا سواد البؤس والقهر.
معاقون في أفكارنا، في عواطفنا وطريقة تعاطينا مع الأمور من حولنا.
استسلمنا للوهن وللضياع، بينما كانت ربيبة الخير جمالة تقاوم كل صروف القدر باحثة عن وطن يتسع لكل من تركناهم يصارعون الإعاقة الجسدية.
تحدت وكشفت عوراتنا وغرورنا وأثبتت أن الإعاقة الحقيقية في العقول لا أكثر.
جمالة وأنت ترسمين الإبتسامة في وجوه مئات المعاقين كانت أطرافنا الممتعة بالحركة تعبث بالوطن وتصارع بعضها بعضها. ركضنا إلى ما يقربنا إلى الهلاك، أذرعنا حملت أسلحة تصوب في قلب الوطن ! وأفواهنا صادحة على الدوام بكراهية الجميع.
جمالة، لا أدري كيف أواسي نفسي كشخص كان يرى فيك أملاً لا منتهياً وما توقف، متأملاً محطات حياتك المليئة بالكفاح والخير وبث الحياة في قلوب منكسرة، وكعادتنا لا نجيد الإنتباه لكم أيها الرواد إلا بعد أن تغدوا أجسادكم تحت الثرى، لا نفقه شيئاً.
مكلوم ومثلي كثر يا جمالة وليس في جعبتي سوى حروف ركيكة مهزوزة.
السلام على روحك الطاهرة، فبرحيلك أعداد من البشر انضموا إلى قافلة الأيتام.
غصة وطن
يرحلون.. يا ويح أقدار تخطفت الزهور
يا ويحنا مادمنا نحن بقينا في غياهب حقدنا المكنون
فِلَم نعيش إذاً.. فلم نعيش؟
أحمد حمود الأثوري
جمالة.. كم يتيماً بعد روحك ! 1817