شعب هدار بامتياز ولا نكاد نجد مستمعاً جيداً إلا فيما ندر، لنستهلك الطاقات في تأجيج الوضع وبث السموس وتخريب الوعي الجمعي للمساكين .
قلائل من يستخدمون الموقع الاجتماعي تويتر في اليمن لأنه للأسف ما يسمح سوى بتغريدة مختصرة ، وفرحانين بالفيس لأنه المجال مفتوح لوضع ضجيج لا منتهي بمنشور واحد.
*** *** ***
يتصل بك صديق ولا يهتم إن كنت مشغولاً أم لا! أو إذا كنت في مزاج يسمح لك بالأخذ والعطاء أم لا! أهم ما في الأمر إنه هو المتصل لذا وجب عليك الاستماع لهدرة متواصلة لنصف ساعة على الأقل وإذا تحججت بأنك كلفت عليه تأتيك الإجابة بسرعة " رصيد مجاني ، الدقيقة بريال، أو يفداك الرصيد يا حبوب"..
أليس هذا أحد الأدلة على تمتعنا والحمد لله بالهدرة؟!.
*** *** ***
الصحف اسم الله على المواليد الجديدة منها والتي أصبحت تطفح بها الأكشاك وأرصفة الشوارع، ليس لأننا نجسد الديموخراطية ولا لأن هناك ذاك الهم الجمعي الوطني الذي يؤسس له عبر ترسيخ قيم الولاء للوطن ومحبة الآخر المختلف معه، بل وهي حقيقة مرة أغلب صحفنا قائمة على الانحياز لطرف وتلميعه مقابل إنهاك الطرف الآخر المختلف وتشويهه ، وسط موجة عزوف شديدة عن القراءة كإحدى ركائز بناء رأي عام يصب في خدمة الوطن .
نتهلل فرحاً بسماعنا بمولود جديد أكان صحيفة ورقية أم موقعاً إخبارياً إلكترونياً، ونسعد بشارة" سياسية، مستقلة " لكن هيهات هذه الاستقلالية والحيادية في هذا الوطن .
أصبح لدينا قرابة الخمسة عشر صحيفة يومية حكومية وأهلية، فبماذا ساهمت هذه الصحف اليومية؟
هل هناك محاولات لصنع رأي عام يتجه في منحى معين أم نحن شعب هدار بامتياز وبياعين كلام؟!
** *** ***
* غصة وطن :
أسوأ استعمار يمكن أن نواجهه في الحياة هو هذا الضجيج من أفواه لا تكل عن الهذرفة بكل شيء ..
نتكلم كثيراً لمجرد الرغبة الجامحة في عدم تفويت لحظة واحدة في العمر وأفواهنا مغلقة ..تحدثنا كثيراً وحان وقت الاستماع أيها السادة وكفى استعماراً لحواسنا.
أحمد حمود الأثوري
شعب الله الهدار 1875