;
عبد العليم الحاج
عبد العليم الحاج

تطهير الإعلام الرسمي 1772

2012-12-26 09:48:06


في مقال سابق تحدثت فيه عن الضرورة الملحة لهيكلة الإعلام الرسمي وقلت حينها أنه لا يقل أهمية عن هيكلة الجيش وقد ظل على مدى ثلاثة عقود يؤدي دور المزيف لوعي المواطن وإضفاء الألقاب والصفات على الحاكم وتصويره بصاحب النعمة وخليفة الله في أرضه الذي لا يأتيه الباطل من بين يبديه ولا من خلفه، وكان شريكاً له في التحريض على العنف وقتل الشباب السلميين ولم يتخل عن هذه المهمة القذرة حتى بعد سقوط رأس النظام، كما أنه لم يستطع خلع الجلباب الذي فصله له الرئيس السابق.. وبالتالي من يتابع اليوم قنوات الإعلام الر سمي ومحطات الإذاعة يجد أنها لا تتبع الشرعية الحالية ممثلة برئيس الجمهورية المنتخب/عبد ربه منصور هادي ولا تمت لتوجهات المرحلة بصلة، بل ما تزال تعمل بالعقلية القديمة وبالولاء المطلق للنظام السابق ولعل القرارات الأخيرة للرئيس هادي لم تحظ بأي اهتمام من قبل هذه الوسائل التي لم تكلف نفسها تغطية المسيرات المليونية الأخيرة التي خرجت لتأييد الرئيس هادي وقراراته التاريخية.
 شخصياً ومن خلال عملي في إحدى الإذاعات المحلية أستطيع التأكيد أن هذه الوسائل ما تزال غارقة في الفساد المالي والإداري والأسلوب الفاضح الذي اعتمدته أثناء الثورة الشعبية هو نفس الأسلوب الذي تمارسه اليوم وهذا بحد ذاته يحتاج إلى موقف رادع ومحاسبة صارمة لا العمل بنفس العقلية السابقة وترك الحبل على الغارب.. ولذلك مطلوب من وزير الإعلام أن يكلف نفسه بالنزول الميداني إلى محطات الإذاعة والتلفزة الرسمية ليرى الفساد بأم عينيه وان معظمها ما تزال تتبع الرئيس السابق وبقايا نظامه وقبل ذلك تطهير هذه المؤسسات من الفاسدين والمنافقين الذين ما يزالون يحلمون بعودة صالح ونظامه، وإلا ما معنى بقاء إحدى صوره تحتل مساحة في إحدى المحطات ومكتوب في أسفلها (أنت الوطن يا علي)؟ وكيف يفسر القائمون على هذه المحطة استمرار بعض البرامج المباشرة بتمجيد النظام السابق والحديث صراحة أن نظام صالح كان أفضل من النظام الحالي؟.
لقد اختار الإعلام الرسمي لنفسه أن يكون إلى جانب الحاكم في مواجهة الشعب الثائر المطالب بالحرية والكرامة والتغيير وهو بهذا الفعل المشين لم يخن المهنية وميثاق الشرف الذي يجب أن يلتزم به، بل تعدى ذلك إلى ما يمكن تسميته خيانة الوطن والتنكر لدماء الشهداء وقلب الحقائق ودعوته لقتل الثوار كما فعلت قناة اليمن حينها وقناة الإيمان(بعلي صالح وعائلته) ولعل فضيحة مديرها الآنسي ما تزال عالقة في أذهان اليمنيين وهو يشكك في مقتل أحد شباب الثورة في جمعة الكرامة وأن الدماء التي كانت تخرج من رأسه ما هي إلا قربة ملئت بالفيمتو، ثم وضعت تحت رأسه بهدف إثارة الرأي العام، هذه القناة ومديرها الملوث بدماء الشهداء ما تزال اليوم تغرد خارج السرب وخارج نطاق الوفاق الوطني وكأنها لا تتبع وزارة الإعلام وتحصل على ميزانيتها من خزينة الدولة.
أما إذاعة الحالمة وبرامجها العتيقة التي لا تساوي عشر الدعم المقدم لها فلا تزال تتيح المجال لأنصار الرئيس السابق بتهنئته وتهنئة نجله في المناسبات الدينية والوطنية، بينما لم تكلف نفسها تغطية المسيرات المليونية التي خرجت لتأييد قرارات الرئيس هادي، ناهيكم عن أنها لم تتحدث عن كثير من القضايا الوطنية ذات الصلة بالمرحلة التي تعيشها اليمن وعملية التغيير التي تجري على قدم وساق، إضافة إلى موضوع الهيكلة ومؤتمر الحوار الوطني وكأن الحديث في هذه المواضيع يغضب بقايا النظام السابق وأنصارهم. 
 أخيراً لم يعد من المقبول أن يظل واقع الإعلام الرسمي على ما هو عليه في ظل ثورة التغيير وأن يبقى الفاسدون وعبدة المصالح على رأس هذه المؤسسات يسرقون مقدرات الشعب ويزيفون وعيه.. ولعل السؤال المشروع: لماذا لا نرى قرارات وطنية يتخذها وزير الإعلام أسوة ببقية الوزارات ؟ أم أن هذه المؤسسات محمية بالفساد ومحصنة من التغيير؟.   
 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد