تمر البلاد بمرحلة حرجة ربما هي الأشد صعوبة في تاريخها فماضيٍ مثقل بالمشاكل والقضايا المتأزمة وحاضر مضطرب ومستقبل ملبد ينذر بما هو أشد اضطراباً.
ولعل المنطقة العربية برمتها محفوفة بالضياع في خضم هذه الأمواج العاتية التي تنتاب عالمنا العربي من أقصاه إلى أدناه, شرقاً وغرباً تسود حالة الارتباك والفوضى في سوريا والعراق واليمن ومصر والسودان وليبيا وتونس، أحزاباً وجماعات، طوائف وأعراقاً تنافس في الظفر بأكبر نصيب من الكعكة ولتذهب البلاد إلى الجحيم لم يعد يهمها مستقبل الأمة طالما وقد أفلست النخب ولم يعد في رصيدها من الوطنية إلا الشعارات الزائفة.
وسط هذا الصراع النخبوي والسياسي تنهار خيارات الأمة العربية ليجد الكثيرون من أعدائها ضالتهم في هذا الهيجان ومنهم إيران الصفوية الفارسية.
هناك حركات مشبوهة تعمل للنيل من مكانة البلاد العربية, وإقصائها عن الصدارة خدمة لأعداء العروبة والإسلام وهناك من يسعى بقوة لتجريد العرب من كل وسائل الدور القومي في الوقت الذي يدفعون إلى العمل من شأن إعلاء الغرب والترويج له كأنموذج للديمقراطية فيما الشارع العربي مبهور بكل ما يصدر عن الغرب ولا يملكون الخروج عليه..!!
لقد كثرت التيارات بشكل متناقض يولد صراعاً غير محسوب العواقب وتتضارب مشاريع النخب والجماعات والأحزاب وبرامجها إلى حد تبادل التهم بالخيانة والعمالة بل إلى التعبير عن العداء بشكل ينذر بحروب داخلية طاحنة ولم يعد حين ذلك الأمر بمجرد مما حكات سياسية فالنار تستعر من شرارة صغيرة أن لم تجد من يخمدها في بداية اشتعالها.
نتمنى من قادة النخب والجماعات والأحزاب المتباينة وقادة الأنظمة أن يدركوا أهمية العمل وفق القاسم المشترك وأهمية أن يكون له مساحة في أجنداتهم بالقدر الذي احتلتها اليوم الخلافات فيما بينهم.
إيمان سهيل
أمة محفوفة بالضياع 1805