عامٌ ذهب وآخر أتى، والأيام في تراكض مستمر وسريع دون وقوف، وعقارب الساعة فقط لها حق اللجوء لميناء العمر لترسم على جدرانه خطوط سفرها مرات عديدة، وفي كل دورة تسجل حلماً جديداً وحياة جديدة وأملاً جديداً يتدحرج في القلب..

فـ إلى العام الجديد.. مع التحية
•   عليك سنعلق آمالنا وأحلامنا كما سبق وعلقناها على عام يسبقك، كان مكبلاً بالأوجاع والأسى منذ أول حرف للوطن وحتى آخر شهقة لتراب الأرض.. تعمّدت أيامه بالخيبات منذ أول حًلم للطفولة في أن تستعيد ألوانها الزاهية فتشب اليمن في عيناها وتترعرع بعد طول أمل وعُمق تضحيات..
 اليمن تستحق منك ومنا الكثير.. اليمن التي تقدم النفيس من حياة البسطاء                                  ليأكل أصحاب السعادة بملعقة من ذهب؛ صنعها الفقراء يوماً، اليمن تستحق الكثير من الفرح والخير فلا تكن أنت والسَاسَة عليها!.

•   ذات يوم تمنيت سقوط حرف الراء في كلمة (حَرب) ومازلت أتمنى، فماذا لو تُطوى أيام هزمها حرف توسط حرفين, فأدمى القلوب وهشّم زجاج الأحلام في بلدي وبلدان كان ذنبها الوحيد أنها تطلب الحرية، فأعطني حرية نحمي بها وطناً، وسنكتفي بحياة خالية من "راء "؛ فيها أجمل ما على الحياة من معانٍ نبيلة.. فلا تبخل على هذه الأرض بغيث السلام الدائم..

•   سانتا كلوز أو كما نسميه (بابا نويل ) لم يزد على آمالنا في العام الماضي إلا تأكيداً أوسع في أن يحمل في كيسه هذا العام ما ينتظره أطفال سوريا وفلسطين واليمن في ليلة رأس السنة الجديدة، فليفرغ من جعبته الدمار والصواريخ والخوف والفجيعة وليملأها بالورد والعاب الطفولة التي غادرتهم إلى غدٍ مجهول ولا ينسى أن يجلب لهم في كيسه النوم العميق الذي لم يعد متوفراً لهم إلا تحت الأرض..

•   أما أنا فقائمة أمنياتي تطول عام بعد عام, فإضافة إلى أملي بأن أجد في جعبة هذا العام وظيفة محترمة ووطناً نظيفاً من الأوغاد ووسادة جافة من ريق الحزن، لي أمنية بأن تطوقنا رحمة الله, نحن؛ ذوو الطموحات الكبيرة في زمن الأيدي الخفيفة، فيمنحنا أملاً لا ينضب, فبالأمل وحده تقترب الطموحات من وجه الحقيقة، ولعل هذه الأمنية هي مشروع حياة بذاتها, لذا فهي غير قابلة للتنازل بتاتاً أمام أمنيات أخرى..

•   على كلٍ, فالعام الجديد قد أتى وعلينا أن نتهيأ برضا لأن نعيش أيامه بحلوها ومُرها, فالرضا لقمة سائغة لسعادة مدفونة قد لا تلوح للبشر منذ الألم الأول.. وكالعادة سأبعث برسائل عاجلة لعام ولّى وعام حضر..
   فللعام الذاهب أقول:وأنت ذاهب لا تنسى أن تأخذ زبالتك معك..
ولعام حضر فاستقبلناه على مشارف الباب: لا تنسى أن تمسح قدميك عند الباب.. وكل عام والجميع بخير وعافية وأمل.