ينطوي عام 2012، ويأتي 2013, لكن لا شيء تغيير.. ألاحظ ذلك حتى على مستوى الحارة التي أقطنها, فمازال الفساد هو سيد البلاد والمناكفات السياسية هي الثقافة اليومية ومازال المسلحون يتجولون في الشوارع وفضلات القمامة متناثرة على الأرصفة ومازالت الكهرباء تنطفئ والماء ينقطع ومازال محصل الضرائب هو ذاته ذات الثياب المتسخة وعاقل الحارة يمضغ أوراق القات على الرصيف كعادته.. ولا زالت البطالة تتصاعد.. فلا شيء تغير.
2012 هو عام تأججت فيه تناقضات وأطلقت تحديات وارتسمت وعود، إلى مدى غير مسبوق، لكن لا شيء تغير حتى ونحن نبدأ عاماً جديداً وحكومة وفاق ونظاماً جديداً..
مرت سنة ولا زالت القضية الجنوبية قائمة ولا زالت المظالم والاحتجاجات تعم اليمن شمالاً وجنوباً ولا زال الحوثي يحكم قبضته على صعدة والنازحون لم يعودوا لمنازلهم..
عام مضى ولا زال شبح السيطرة الغربية والغريبة يلوح في أفق الأمة ولا زالت الإدارة الأمريكية ومعها القوى الاستعمارية تحاول السطو على انجازات الشعوب بممارساتها وارتهاناتها وإلى تغير البوصلة التي آمنت بها الشعوب..
عام مضى ومنطقتنا العربية تشهد ذات الظروف وتواجه ذات صراع.. عام مضى والكيان الصهيوني لا زال مغتصباً لأرض فلسطين ولا زالت أمتنا في مواجهة شبح التوسع الأميركي، حيث ترتسم في الأفق صورة خارطة جديدة لمنطقتنا من خلال شرق أوسط جديد قائم على تقسيم وتفتيت المنطقة إلى دويلات دينية، طائفية، عرقية.. متصارعة.
إن الضحية هي ثورة الشعوب العربية التي كسرت حواجز الخوف والقمع والاضطهاد، ثارت من أجل أنظمة ديمقراطية حرة مستقلة، أنظمة تعبر عن تطلعات شعوبها, تتحالف معها في مقاومة الاحتلال ومواجهة التدخلات الخارجية.
إيمان سهيل
عام مضى.. لا شيء تغير 1807