على الرغم، من الثورات المبشرة بالتغيير المنشود وانتشال الشعوب من عبث الفاسدين والنافذين في الدول العربية، لكن ما زالت بنية المجتمعات العربية تعاني من الثنائيات المزدوجة والمتضادة وذلك لعدم وجود وفاق يربط الثورات بمجتمعاتها..
ولعل البعد بين الثورة وإطارها المجتمعي سبب لتخبط الثورات بالأزمات التي برزت بأبعاد اقتصادية وسياسية واجتماعية ونفسية..
إن الغريب انه بعد ما كانت الجماهير تطرح التغيير كمطلب مفروض انقلب الأمر وأصبح التغيير شعاراً مرفوضاً, أصبحت اليوم تتسول التغيير في شوارعنا دون أن يسمع لها بعدما تشتت الثورة عن إطارها المجتمعي, فباليمن يدرك الجميع أن القتلة والسرق وقطاع الطرق واللصوص والفاسدين يجوبون الشوارع ولا سيما العاصمة صنعاء دون خوف من ثورة أفرزت تغييراً وجاءت برئيس جديد وحكومة وفاق, لذا فهم يسرحون ويمرحون في طول وعرض اليمن ولا يمكن تعترضهم أو تقف أمامهم أي قوة تحاول أن تلقي القبض عليهم وتقديمهم للعدالة, أما من لا يؤمنون بثقافة القبلية وعصبياتها هم المغلوبون على أمرهم، حتى وان كانوا من أسر شهداء الثورة السلمية وجرحاها فإنهم لا يجدون من يساندهم ولا يخفى كم يتوه المواطن اليمني في دهاليز القضاء بحثاً عن عدالة دون جدوى، كما أن شواطئ اليمن تعج بعصابة التهريب التي تقودها عصابة حكمت اليمن لعقود.
على صعيد كل المجتمع تجد أزمة عميقة وشاملة، ممتدة إلى جمع مستويات الحياة، ما يشير إلى أن أزمة حكومات الثورات بامتدادها وعمقها، إنما هي أزمة مقومات أساسية وأزمة علاقات اجتماعية.
إن من الأولويات إيجاد مقاربة فكرية لواقعنا، وتوجيه النقد الفكري للإيديولوجية والتخلي عن النظر إلى أزمة الثورات الراهنة من الزوايا التقليدية التي تسود مجتمعاتنا، والقائمة على تحميل الأنظمة السابقة ومصالح الدول الكبرى، كل مصائبنا وشوائبنا.
إيمان سهيل
التغيير من مطلب مفروض إلى شعار مرفوض 1670