;
محمد الجماعي
محمد الجماعي

ياهادي مسيرة المغتربين تنادي 2253

2013-01-11 15:22:04


عند مدخل جمهورية المقال شعاراً يقول، عندما ترفع سلاحاً , أنت جندي ، وعندما ترفع قلماً ..أنت جيشٌ. وعلي هذا الأساس . ارفع قلمي واستهل في هذا المقال أن أغطي واقعاً فتراضياً للوقفة الاحتجاجية التي سينفذها المغتربون اليمنيون من كل أنحاء العالم . حيث تتقاطرت مائة الآلاف من الأرواح المثخنة بالجراحات والفراق والتهميش من المغتربون اليمنيين من كل أنحاء العالم إلى العاصمة صنعاء للقيام بمسيرة احتجاجية. حيث ستبدأ المسيرة في وقفة احتجاجية أمام وزارة شؤون المغتربين تطالب الوزارة في مساعدة المغتربين في تشكيل جهة رسمية تمثلهم في كل القضايا السياسية التي تهم البلاد كونهم شريحة ذات امتداد جغرافي كبير .ثم تنطلق المسيرة برفقة وزير شؤون المغتربين المناضل اللواء مجاهد القهالي حيث ستمضي إلى منزل الرئيس هادي وهناك سينفذ المغتربون وقفه احتجاجية يرفضون من خلالها التجاهل المقصود والغير مبرر في استبعاد شريحة تعد مليونية يفوق حجمها وتعدادها كل التكتلات الموجودة في ساحة الصراع السياسي وهي في نفس الوقت في معركة ساحة الصراع الاقتصادي التي ترفد فيه اليمن بملايين الدولارات شهرياً .وهي كذالك يزيد منعتها عن معانات الشعب في كونها تعاني الأمرين الوضع الداخلي المتردي سياسياً واقتصادياً وكذالك الوضع الصعب التي توجهها في دول المهجر  بل أصبحت في الفترة الأخيرة أكثر معاناة نتيجة تدهور الأوضاع الاقتصادية والسياسية التي انعكست سلباً على المغترب اليمني في كل ربوع العالم..
ونشاهد في هذه المسيرة المليونية الكبيرة كانا ضمن هذا المسيرة  رجلاً أخذت الغربة زهرة شبابه ورمت به على قارعة الطريق .. بعد أن أصبح كهلاً لا حول له ولا قوة..وفيها من يلوح بكلتا يديه لعل من ينقذ ما تبقى من العمر القصير تتوارد إلى المسيرة أرواح من رحلوا إلى عالم الآخرة وهم في المهجر دون أن يتمكنوا من العودة إلى أحضان الوطن الدافئة. وكذلك كان هناك رجل مسن في آخر المسيرة يركض بكل قواه التي سلبته إياها سنين الغربة يصيح بأعلى صوته الشحوب الذي تضائل مع مرور الزمن ويرفع في كلتا يديه يحمل فيهما شعار مكتوب عليه "بعد نصف قرن من الغربة هل صار في الإمكان أن أعيش في وطني أم علي أن أخذ كفني ضمن متاع سفري" وأثناء وصول المسيرة إلى باب منزل هادي نفذ المشاركون الوقفة الاحتجاجية بصمت رهيب, حيث ضجت بهم الساحات ولم  تتسع بهم الساحات المحيطة وفي نهاية الوقفة الاحتجاجية سلم المشاركون رسالة .. حيث نصت الرسالة على التالي: سيادة رئيس الجمهورية السلام عليكم ورحمت الله وبركاته وبعد فخامة الرئيس لقد أعطاكم الشعب ثقته من أقصاه إلى أقصاه وحظيت بإجماع دولي ليس له نظير لم يحظى به أحد من قبلك من الزعماء العرب . إننا نناشدك أيها الرئيس بحق الله العظيم ثم بحق الوطن الكبير وبحق الإنسانية وبحق أولادنا وأطفالنا الذي حرمنا من القرب منهم ندعوك إلى الإلتفاف والنظر بجدية ومسؤولية للشريحة الواسعة من أبناء الوطن المهاجرين في أشتات الأرض طلباً للعيش الكريم بعد أن أخرجهم الحرمان كرهاً بحثاً عند مصدر للرزق..
إن المغترب يعيش لليل تطول وتطول ومن حقه عليكم –سيدي الرئيس – أن ينالوا ولو النزل اليسير من اهتمامك استحقاقاً تفرضه المواطنة المتساوية . سيدي – الرئيس - نحن المغتربون نؤكد لك أننا مازلنا ضمن من استرعاك الله عليهم فلم نتنازل عن جنسياتنا ومازلنا نعض عليها بالنواجذ على الرغم من كل المعانات ومازال الجواز الذي نحمله يزينه الألوان الأحمر والأبيض والأسود . .. فخامة الرئيس مازلنا جزاءً أصيلاً من وطننا الحبيب رغم كل عمليات الفصل التي تتم بعض الأحيان بقصد أو بغير قصد. سيادة –الرئيس- أذكرك بقول الرسول صلى الله عليه وسلم كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته .. وأذكرك بقول الخليفة عمر بن الخطاب لو تعثرت بلغة في العراق لسآلني الله لما لم تصلح لها الطريق يا عمر .. فخامة الرئيس قد نقسو في الخطاب معك لكن لن يكون أقسى من سؤال الله لك علينا . سيادة الرئيس هل أنت تمانع أن يكون من حق المغترب أن يكون له دور في الحوار الوطني إذا لم تكن تمانع ذلك, فذكر جمال بن عمر أننا لم نخرج سياحة كما يرى أبناء شعبه. كذلك نتمنى من اللجنة الفنية للحوار استبدال قضية زواج القاصرات في قضايا المغتربين . وإذا كنت انشغلت عنا فها نحن نناديك بأرقى أسلوب وأعذب الكلمات, أم أن الكلمات لم تعد تسمع من أصوات الرصاص والقلم لم يعد مجدي أمام القوة التي تفرض نفسها بقوة السلاح  المغترب اليمني يد بيضاء, فلم تقطع طرق ولم تقتل النفس ولم تنهب المال العام ولم تشهد الزور للظالمين. ولم تشارك في صناعة الفوضى. ولم ترتكب جرماً أو فساداً. مع أن مظلة الحوار قد تجمع تحتها كل من ارتكب كل ما ذكر والأيادي البيضاء وحدها هي التي ستكون خارج هذه المظلة, فخامة الرئيس عليك أن تدرك أن المغترب لا يطالب في مناصب سياسية وان كان من حقه ذالك ولكن يطالب في الالتفات إلى قضاياه .ومشاكله . وما يعانيه. حتى يكون ورقة ضغط إضافية تدفع في عجلة التغيير إلى الأمام لكي يعود إلى أوطانهم أو على الأقل ليأتي أولادهم وينعموا بوطننا بلا غربة.. سيادة الرئيس إذا استقبلت في الدول التي يغترب فيها أبناؤك في حفاوة فهذا ليس دليلاً على أن أبنائك في حفاوة دائمة .. وإذا فرش لك السجاد الأحمر فليس هذه مانع أن يكون أبناؤك المغتربون يمشون على الجمر. وإذا قدموا لك العصريات الفاخرة في الكاسات الفاخرة هذا لا يمنع أن يكون أبناؤك يتجرعون كأس الحنظل كل يوم و قد يكون هو نفسه الكأس الذي نشرب منه الحنظل .. سيادة الرئيس ليس أنت الوحيد الذي أثقل كهله ميراث النظام السابق فالمغترب اليمني في دول أمريكا وأوروبا موسوم في الإرهاب بعد أن سوقه النظام السابق في ذلك فمنذ ان يغادر المطار حتى يعود وهو تحت رحمة كل وكالة الاستخبارات . وكذلك المغترب اليمني في دول الخليج موسوم بالفوضى والعشوائية كما صورنا النظام السابق لذلك نعمل بقسوة ولكن في مبررات قانونية . فخامة الرئيس أن التأييد الشعبي والدولي الذي حظيت به جعل لك الكثير من المتسع والاستطاعة والطاقة و الإطاقة والدليل ما حملته القرارات الأخيرة انك صاحب قرار وحكمة . فصار بوسعك أن تحمل على التغيير الجذري عشرين مرة ، وفي استطاعتك التغير الجذري مائتي مرة، وفي طاقتك التغيير الجذري ألف مرة ، وفي إطاقتك التغيير الجذري عشرين ألف مرة. كل هذا من المتسع فرصة تاريخية عليك أن تنتهزها من أجل اليمن أرضاً وإنساناً وستكون على موعد مع التاريخ إذا أحسنت في اقتناص هذه الفرصة التاريخية في التأسيس ليمن جديد.
إن إرضاء كل الأطراف غاية لا تدرك هذا إذا حاصرت نفسك في مربع أطماعهم وهذا لا يعني عدم استخدام الحكمة في التعامل معهم ولكن إرضاء الله ثم الشعب هو أسهل الطرق وأصحها .. الجدير بالذكر أن هذه المسيرة تميزت بشيئ جميل الأول : هو أن هذه المسيرة خرجت دون إدلوجيات في توجهاتها ولكن خرجت في توجه حقوقي إنساني بحت يقودها الحرمان ويرفقها التهميش ويشد عزمها الطموح في التغير نحو الأفضل .من أجل عودة الكرام إلى ديار الكرام ليعيشوا في كرامة .والميزة الثانية : هو غياب الإعلام مسبق الدفع من نقل وقائع المسيرة الاحتجاجية بسب أن هذا الإعلام قد سقط في مربع المتاجرة... وأصيب كذلك في قصر النظر وسوء الإدرك في الحقيقة وغياب أمانة الكلمة و الصورة . حيث أصبح الإعلام مدفع السبق في بلادي لا ينقل الألم بل أصبح يصنع الألم. كذلك أصبح لا يخمد الفتن بل أصبح فتنة يصنع كل أنوع الفتن وعندما يصبح الإعلام بثمن يصبح بدون قيمة إنسانية . أما الإعلام الرسمي فنشكرها على كل ما يقوم به حتى وان لم ليرتقي للمستوى الحدث لقضايا المغتربين ومازال يراوح في مكانه في انتظار إرادة إعلامية تجعل من معاناة المواطن اليمني في الداخل والخارج مادة إعلامية تتناوله بكل مصداقية واقتدار من أجل نقل الصورة الحقيقة بكل تفاصيلها إلى أصحاب القرار . والبعد عن الروتين الممل الذي تعودناه منذ عشرات السنين .. ومن تحت الظلمات الثلاث التي يقبع تحتها المغترب اليمني سنظل ننشد الأمل من اجل أن نزيح الألم , ومن بحر المعانة التي يعيشها المغترب اليمني نستمد مدادنا الذي لا يمنع مرارته أن نحولها إلى كلمات عذبة صائغة فهمها و كلمات تعبر العقل وتستقر في القلب قد تصل إلى صناع القرار, فتهز فيهم بقية من نخوة وشهامة. أو قد تتحول إلى لعنات تطارد صناع القرار ليلاً ونهاراً كما أصبت لعنتها الصم البكم من السابقين.
 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد