عدن التي ذاع صيتها عالمياً نتيجة للموقع الاستراتيجي لخليج عدن والبحر العربي     وموقع ميناءها العالمي الذي قلما تجد موقعاً شبيهاً له في أرض المعمورة, فقد أصبحت تلك المدينة الهادئة التي تحيط بها الجبال من كل جانب لتعانق شواطئها الساحرة ورمالها الذهبية لترسم لوحة فنية جميلة , إلا أن تلك الواحة لم تجد الفنان الماهر الذي يستطيع أن يرسمها ويجعلها جنة (عدن)..
فقد أصبحت تلك المدينة تئن من الآلام التي أصابتها والزائر لها اليوم تصيبه حسرة ألم نتيجة الإهمال المتعمد الفاضح , لمدينة عدن, فهي تشكو اليوم من الانفلات الأمني وانتشار المسلحين هنا وهناك ,وتعجز قيادة الأمن بالمحافظة أن تتخذ الإجراءات ضد الجنود والضباط الذين يقبعون في المنازل ,وانه من العيب أن تطالب قيادة أمن المحافظة بتعزيزات أمنية وعند توفرها يتم إهمال تلك القوة في توفير لها أبسط الحقوق التي يحتاجها كل جندي مستجد من غذاء وملبس وسلاح وهذا ما حصل للقوة الأمنية التي يقدر تعدادها 400 جندي ظل بعضهم يقبعون في البيوت وينتظرون نهاية كل شهر لاستلام راتبهم من مكاتب البريد أسوة بزملائهم الضباط الذين البعض قد تجاوز خدمته 30 عاماً.. والو ضع الصحي الذي لا يستطيع أن يصف بعض ملائكة الرحمة بشيء جميل يقدمونه لأبناء هذا المدينة (سبق أن تناول الوضع الصحي في حلقات متتالية زميلي الصحفي على الصبيحي), وتقف إلى جانب الصحة مؤسستان خدمية إنها الكهرباء والمياه والتي أصبحتا محط سخرية لأبناء المحافظة نتيجة القائمين عليها الذين لا حول لهم ولاقوة سوى التصاريح الصحفية الكاذبة والتعقيبات الصحفية على كل من يتناول النقد البناء لتلك المؤسستين واللتان أصبحتا حديث الطفل والمرأة والشباب والمسن اثر الانقطاعات المستمرة للمياه والكهرباء في كل فصول السنة الأربعة
وعدن تئن ليس من تلك الخدمات الأساسية بل يعاني أبناؤها اليوم من سياسة التعليم الخاطئة وأسلوب التلقين للطفل الذي أصبح يمارس بشكل منظم تجاه الطلاب, بالإضافة إلى سياسة (الغش) في المرحلة الانتقالية للتعليم الأساسي أو الثانوي وهذا ما سبق أن صرح به للصحيفة مدير مكتب التربية بالمحافظة قائلاً بصريح العبارة بأن نسبة (الغش) في الثانوية العام الماضي بعدن بنسبة (100%) حقاً إنها سياسة ولا أبالغ إن قلت أن طلاب الثانوية البعض منهم يتخرجون أميين, فقد أصبح الأب والأم متعلمين والابن (أمياً), والطلاب اليوم في مدارس التعليم تجدهم غير طلاب الأمس, فإنهم يتناولون (الشمه) والتمبل (الزردة) والتسكع في الشوارع والسهر إلى آخر الليل في مقاهي النت واللعب (البلياردو) وغيرها من الأعمال المخلة بالآداب,فقد أصبح الترابط الاجتماعي لدى بعض الأسر في عدن معدوماً, وذلك نتيجة لبعض الظروف الاقتصادية التي تعاني منها بعض أسر عدن    
هكذا عدن اليوم, ففي الوقت الذي حاولت أن تتنفس قليلا بعد أن تم إلغاء الشراكة مع شركة دبي العالمي وإعادة الميناء إلى مؤسسة موانئ خليج , بدأت المؤامرات تحاك من   جديد, فقد سعت أيادٍ خفية أن تلطخ سمعة الميناء من خلال إدخال شحنات الأسلحة واحدة تلو الأخرى حتى تؤثر على سمعة الميناء, إلا أنها فشلت نتيجة أن هناك رجالاً يتسمون بالنزاهة والشرف من رجال الأمن تهمهم سمعة الميناء  وتمكنوا من كشف تلك الشحنات , إلا أن تلك الأيادي الخفية لم يهدأ لها بال , فقد سعت إلى استخدام أساليب أخرى من أجل  لفت أنظار العالم مرة أخرى حول ميناء عدن, فعملت على إثارة الفتنة بين سائقي الشاحنات الذين يقومون بنقل بضائع التجار من الميناء إلى المحافظات وبسعر زهيد جداً وفعلاً نجحت تلك الأيادي في أن يتوقف النشاط التجاري بالميناء وتكبد التجار خسائر تقدر بالملايين إثر تكدس بضائعهم في الميناء
كل ما يجري في مدينة عدن ليس غائباً عن قيادة ومسئولي المحافظة بالعكس الذين يشاهدون بأم أعينهم كيف هي أسواق الخضار والفواكه وباعة الأسماك في الشيخ عثمان وأسواق القات  ويشاهدون أيضاً سائقي الباصات الأجرة الذين لا يلتزمون بالفرزات الخاصة لهم كما هو حاصل في مدينة التواهي, بالإضافة إلى مياه الصرف الصحي التي عادة ما يحلو لها أن تطفح كل يوم خميس لتعكر صفو فرحة أبناء عدن الذين يخرجون للتنزه في السواحل والحدائق فيجدون تلك المياه تحاصرهم من كل جانب , بل  لديها الدراية الكاملة لما هو حاصل في المحافظة, إلا أنها عاجزة عن إصلاح الوضع بشيء جميل يفرح المواطن بالمحافظة.. أفتونا ماذا يجري في عدن ؟..ومن سيفتح طلاسمها؟ وهل من مجيب؟ .. نأمل ذلك.