لإنها تسبق الجميع بخطوات في العمل الوطني وتحضر دوماً في المقدمة من كافة المجالات النضالية والبطولية.
ولإنها أيضاً تفوقت في الجوانب التنموية والخدمية والإنسانية في زمن الحرب ستبقى مأرب في موضع النقد ولن يراها الحاقدون إلا بعين السخط التي تبدي المساويا.
سيجد أعداء مأرب ألف وسيلة ووسيلة لمهاجمتها والنيل من مكانتها والتطاول على قيادتها وسيقدمون ألف عذر وعذر لانتقاداتهم وإساءاتهم لها.
وفي كل مرة سيحاولون بالتأكيد الظهور بلباس الحريص عليها وسيعملون على التظاهر بحسن نياتهم لتبرير سوء أعمالهم ولن يعدموا حيلة في العثور على ألف مبرر ومبرر للمزها وتشويه سمعتها.
بل لن يكونوا في حاجة دائماً إلى مبرر كي يتناولون مأرب في كتاباتهم المسيئة وحملاتهم التحريضية الناقمة طالما يمثل ذلك دخلاً لهم ومصدراً للارتزاق.
ولا فرق هنا بين تلك الحملات الموجهة والممولة وبين الحملات العشوائية التطوعية والمجانية التي يقوم بها وينخرط فيها الكثير من الطيبين بغباء وبلاهة وسذاجة وبدافع الظهور بمظهر الحياد أحياناً أو نتيجة للشعور بترف الحرية في أحيان كثيرة.
بل سيجد من هؤلاء حتى من لديه مشكلة أسرية وسوء تفاهم مع زوجته في مهاجمة مأرب والإساءة لها فرصة للتنفيس عن نفسه ووسيلة لتفريغ غضبه.
وحين لن يجدوا ما ينتقدونه في هذه المدينة سيذهب بعضهم إلى سب شمسها الحارة ولعن ضوئها والكهرباء التي لا تنقطع فيها.
مأرب غير متفرغة تماماً للقضايا التافهة ولا هي مستعدة لخوض معارك طفولية وليس لديها فائض وقت للانخراط في صراعات جانبية إنها في مهمة استعادة الدولة فلا تشغلوها.
محاولات شيطنتها اليوم وإقحامها في كل صغيرة وكبيرة والزج بها في كل عراك بين الأطراف والعمل على محاولات تأطيرها وتصنيفها مخطط مفضوح يكشف الهدف الحقيقي وراء الحملات المسعورة ونوايا أصحابها ومآربهم من استهدافها.
ومع ذلك تبقى مأرب أكثر تماسكاً وأصلب عوداً فقد أكسبتها الحرب مناعة كبيرة ومتانة أشد وأقوى فترفقوا بأنفسكم ووفروا طاقاتكم للعدو الحقيقي.
من يعتقد أن مأرب تتبع حزباً بذاته أو تديرها قبيلة بعينها فهو إما مغفل أو مخدوع أو مدلس.
مأرب ليست الإصلاح ولن تكونه ولا هي العرادة وإن كانت تبدو به أقوى وأذكى وأكثر مهابة، مأرب غير قابلة للتصنيف الحزبي ولا تصلح للفرز الجهوي والمناطقي.
مأرب أكبر من كل الأحزاب وأشمل من كل المشاريع وأوسع من كل الجغرافيا.. مأرب شرف اليمن الرفيع وكبرياء اليمني الشاهقة.
في عز الاستقطابات الخارجية والإغراءات الدسمة للمدن اليمنية استطاعت مأرب المحافظة على كينونتها وهويتها اليمنية وفي ذروة البيع والشراء للولاءات بقيت مأرب تدين بالولاء لليمن واليمن فقط، وفي قمة احتياجها وحصارها ظلت مأرب غنية برجالها وشموخها ومشايخها ومقاومتها وجيشها الوطني.
حتى عندما بدأت ترمم نفسها وتعوض سنين الحرمان والتجاهل والتهميش في مجالات التنمية لم يغب لديها الحس الوطني العالي وهي تسمي شوارعها من جديد فراحت تطلق على أقدم وأهم شوارعها باسم شارع عدن.
لقد أعادت مأرب الاعتبار لليمن ككل ومنحت اليمنيين مساحة شاسعة لاستعادة دولتهم ووطنهم وخلقت بيئة مناسبة وأرضية مشتركة لشركاء العمل الوطني ووفرت للجميع هامشاً كبيراً من الحرية وممارسة الحقوق القانونية.
مأرب اليوم تختصر اليمن بكل مكوناته وفئاته وتمثل نموذجا مصغرا للمجتمع اليمني، احتضنت الجميع دون تمييز واحتوت الكل دون تفريق واستقبلت النازحين والفارين من بطش المليشيات من كل المكونات والأحزاب بلا فرز ولا تصنيف.
إن أكثر الذين يستأسدون اليوم على مأرب كانوا نعامات في مناطق الحوثي وبعضهم بلعوا ألسنتهم وأغمضوا أعينهم وعطلوا حواسهم أثناء تواجدهم هناك.
وما إن وصلوا مأرب حتى حُلت عُقد ألسنتهم واستعادوا قدرتهم على الرؤية والكلام وفعّلـوا كل حواسهم في نقد مأرب ومهاجمة قيادتها.
أما اللامزون لها والناقمون عليها في منافي الشتات ومخادع اللجوء فلا يوجد ما يبرر انخراطهم في تلك الحملات التحريضية لأنهم أكثر الناس حاجة لها حين تسامهم المنافي وتضيق بهم شواطئ تركيا وتضجر منهم مقاهي القاهرة.
ثقوا أنكم لن تجدوا غير مأرب في انتظاركم واستقبالكم ولملمة شتاتكم عندما تنتهي مواطنكم المؤقتة وإقاماتكم المزيفة في دول اللجوء فلا تفرطوا فيها في لحظة طيش ولا تبالغوا في نقمتكم عليها ولا تغالوا في تشويهها ولا تسرفوا في التحريض عليها ولا تأخذكم العزة بالإثم وإن كان ولابد من أجل توفير مصاريف الاغتراب ومتطلبات الإقامة ومستلزمات العيش هناك فلا تستأثروا بكل النقمة ولا تحتفظوا بكل الضغينة واتركوا للحوثي قليلاً منها على الأقل.