;
ألطاف الأهدل
ألطاف الأهدل

حريم السلطان وحقنا النسوان 1766

2013-01-19 12:22:52


لكثرة ما سمعت من الحديث عنه عقدت العزم على أن أتابع ولو حلقة واحدة منه، هذا المسلسل الذي أسمع زميلاتي في العمل يتحدثن عنه بحماسٍ كبير وتفاعلٍ بالغ حتى تخيلت للحظة أنهُ عمل تلفزيوني من طراز ثقافي، تاريخي، توعوي فريد، فإذا بي أمام مسلسل تجاري يغوص في تفاصيل شخصياته دون أن يأبه لمسار الحقبة التاريخية التي وصلت فيها الدولة العثمانية إلى قمة نضجها وعطاءها الإسلامي، وجدت نفسي أمام أجمل عروض الأزياء الملكية وأكثر النساء إفتتاناً بسلطان الحرملك وأكبر الوزراء خيانة.
وحتى أكون منصفة قررت أن أشاهد أكثر من حلقة ظناًَ مني أن تسلسلاً واضحاً لأحداث الدولة قد يعرضه المسلسل حتى يستوعب المشاهد بعضاً من المجد وشيئاً من طعم الهزيمة والقليل من سيرة رجال الزمن الوميض، لكن الأمر يأخذ منحى آخر ويدقق في سلوكيات سطحية لا تحمل شيئاً من الجدية والصدق وأمانة التوصيل والتواصل، وهناك فقط أدركت كيف تقضي النساء عندنا أوقاتهن بين أحداث بطيئة وملوثة بمشاعر النقص والغموض وتعرية الذات من مضمونها الإنساني وإسقاطها في وحل الرغبات المكبوتة والأحاسيس الحائرة، هذا إذا علمنا أن المسلسل هو أنظف الموجود وأبعده عن لغة الجسد، لكنه أيضاً يستعرض أنسجة النفوس المريضة بحب التملك ويشق غبار نواياها المتعفنة ويحاكي في الناس رغبة النفوذ ويحلل بوقاحة شديدة ذنب التسلط واستخدام أدوات الخداع كأسوأ ما يمكن.. وهي تبقى وجهة نظري الخاصة على كل حال.
الأجواء الفخمة للمسلسل تغري المشاهد بمتعة المتابعة ولعل الحرمان المادي الذي تعانيه النساء عندنا هو الدافع للاستمتاع بتلك الأجواء الملكية وإن كانت خالية من الدفئ والعاطفية في أبسط صورها، لكنها برعت في إخراج عاطفة الملوك نحو كل شيء جميل وما تحمله هذه العاطفة من تحفظ ورسمية شديدة يصعب وصفها، أكاد أجزم أن تلك الأزياء والمجوهرات الفخمة هي من تدفع نساءنا وبناتنا لمتابعة هذا المسلسل، بالإضافة إلى غموض شخصية السلطان وقوتها والقدر الكبير الذي تحمله من الهدوء وهذا شيء تفتقده النساء عندنا في شخصيات أزواجهن خاصة بعد ظهور الخلل الكبير في توازن الأدوار داخل محيط الأسرة واضطلاع المرأة في الكثير من الأسر بدور الرجل المنفق ليذهب عمرها هباءً وهي تحاول التوفيق بين تحقيق ذاتها وإنصاف نفسها وبين استيعاب فكرة الرجولة الناقصة، لدرجة أن تتمنى إحدى الزميلات أن تكون إحدى نساء الحرملك على أن تبقى هي رجل البيت وزوجها عاطل عن العمل حتى يصل الحال إلى أن ينتظرها كل يوم على أحرّ من الجمر ـ على حد تعبيرها ـ ليس حباً لها أو غراماً، بها بل ليحصل منها على حق القات والسجائر وربما وصل الأمر إلى إرغامها على الإتيان به بالقوة وهو ذنب تقترفه النساء في حق أنفسهن حين يقبلن بأنصاف الحلول العُرفية والقانونية، فإذا بهن يحظين بأنصاف رجال، مع احترامنا لكل رجل تأبى كرامتهُ أن يكون فوق يده يدٌ علينا.
الإعلام المدبلج الجديد والقادم من أعماق الرغبة والغريزة والإفتتان بالمشاعر، أياً كان نوع المشاعر، هذا الإعلام سرق بساطة النساء وبراءة الأمهات وأحاسيس الإناث حتى أصبحن يرتدين ثياباً مدبلجة لا تناسب مقاساتهن المترعة بالخمول، فإلى متى نبقى مجرد مستهلكين حتى لمشاعرنا المخبأة في أكثر أعماقنا وحدة وسكوناً وغُربة؟..
 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد