اليمنيون عبر التاريخ هم العمق الاستراتيجي والأساس الحضاري لأبناء الجزيرة والخليج، حتى أنهم كانوا الأساس الأول في نصرة دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم ونشرها للعالمين وقد جعلهم الله مدداً للنبي عليه الصلاة والسلام، وأول من كسى الكعبة الملك تبع اليماني..
وفي هذا العصر وأثناء الطفرة الاقتصادية لدول الخليج أقيمت معظم البنى التحتية على أيدٍ يمنية ماهرة بكل إخلاص وأمانة...فاليمني عندما توكل له مهمة يؤديها بإخلاص, سواء كانت مدنية أو عسكرية وشيوخ الخليج وأمرائهم يعرفون ذلك جيداً ورحم الله الملك فيصل بن عبدالعزيز، فقد أدرك هذه الحقيقة وما للشعب اليمني عليهم من حق، فأصدر الأوامر والتوجيهات بمنح اليمني في التعامل وفرص العمل والدراسة والعلاج نفس الامتيازات التي تمنح للمواطن السعودي وفعلاً كان لليمني كرامته وحقوقه في عهده رحمه الله، ثم ساءت المعاملة شيئاً فشيئاً وبتواطؤ من النظام السابق تمهيداً لتهيئة الشعب للقبول بالتوريث على قاعدة ( جوع كلبك يتبعك) ولكن أثبتت الأيام أن حسابات النظام اليمني كانت خاطئة، فكانت نهايته بسبب سياساته الخرقاء..
وقد وصل الحال في التعامل مع المغتربين اليمنيين في المملكة وبعض دول الخليج أسوأ حالاته في هذه الأيام دون مراعاة لجوانب القربى والجوار ولحق الإسلام أو لأي جانب إنساني، فضاق الحال على كثير منهم بسبب الممارسات اللاإنسانية بحقهم، فتمارس عليهم كل أنواع المظالم والابتزاز والسخرية بنزوات الكبر والتعالي وكثير منهم في سجون هذه الدول بدعاوى معظمها كيدية ويرحلون تحت أي مبرر دون حقوق ولم تحرك حكومة الوفاق ودبلوماسيتها ساكناً، حتى وصل الحال ببعضهم إلى تفضيل الموت والانتحار على الهوان الذي يعيشه..
فإلى متى يستمر هذا الظلم والتجاهل لآدمية الشعب اليمني الكريم الذي وصفه المصطفى الذي لا ينطق على الهوى بأوصاف وصفات حميدة لم يصف بها أي شعب أو قوم في الأرض؟!.
ومن اللطائف والفضائل للشعب اليمني أن فرحة الشعب الإماراتي بالفوز بكأس الخليج الـ ٢١ صنعتها أقدام يمنية خالصة.
فعلى إخواننا في الخليج أن يدركوا أن الشعب اليمني هو عمقهم وهو أصلهم الأول ولا غنى لهم عنه مهما تجاهلوا هذه الحقيقة، فبدونه سيظل أبناء الخليج في خطر وستتخطفهم الأمم من حولهم بما فيهم الفرس والشرق والغرب.. فليصلحوا الأمور قبل فوات الأوان وقبل أن يصبح الخليج فارسياً أو هندياً، فلا يهملوا اليمن ويستكثروا على أبنائها العيش الكريم والمعاملة الإنسانية الكريمة، فيضيعوا الخليج بحساباتهم الخاطئة هذه.. وعلى حكومتنا أن تقوم بواجبها تجاه مواطنيها في الخارج ومعايشة همومهم ومشاكلهم وعمل الحلول الجذرية لها بدلاً من تنكيس رأسها ووضعه في الرمل.
عضو مجلس النواب
محمد مقبل الحميري
لا غنى لدول الخليج عن اليمن واليمنيين 2184