;
نشوان الحاج
نشوان الحاج

في ذكرى الهبة الشعبية 1659

2013-02-06 15:14:25

 
 تعيش اليمن الذكرى الثانية لما عرف سياسياً وإعلامياً الهبة الشعبية 3من فبراير 2011م, حين خرج الشعب اليمني من مختلف المحافظات ليقف ومعه كل الخيرين من أحزاب ومنظمات شعبية وجماهيرية أمام مشروع صالح العائلي وتيار الصقور الذين قرروا إلغاء التداول السلمي للسلطة, ووأد العملية الديمقراطية كوسيلة سلمية في اختيار الحاكم وإعلان وفاة دستور الجمهورية اليمنية, وإقرار التوريث كمكافأة للزعيم الرمز يقدمها المخلصون ممن آثروا حياة الرق والنخاسة, فلم يكن من القائد الرمز إلا إعلان رغبته في التمرد على كل الاتفاقات التي أبرمها مع معارضيه, والمضي في إجراء انتخابات شكلية ينافس فيها ظله بعد تعطيل قنوات الحوار مع شركائه السياسيين.
 وفي الوقت الذي يفكر فيه بإقصاء الكل والاستئثار بالسلطة والثروة وتعطيل كل الوسائل التي تسمح بانتقال السلطة خارج العائلة.. كانت بشائر النصر تدك بوابات عتاولة الاستبداد والظلم والطغيان, وتهب رياح الربيع العربي معلنة ميلاد حرية الشعوب التي فقدتها منذ عقود, يسقط بن على في تونس, يليه فرعون مصر, ثم القذافي زنجة زنجة دار دار , ولم يدرك الرمز أن رياح الربيع العربي عبرت مياه البحر الأحمر متجهة تدق أبواب صنعاء ويخرج الناس يهتفون لرحيله, وآن الأوان لسقوطه, لم يكن هتاف المواطنين ترفاً فكرياً بل جاء من أجل إيقاف العبث الممنهج الذي شل مؤسسية الدولة, وخلق حالة من الفوضى والنهب ومصادرة هوية شعب بأكمله, حتى أصبح المواطن يعيش حالة من اليأس والإحباط, وأصبح النظام يرسم مشروع العائلة السلالي بعيدا عن هموم المواطن, والمستقبل الذي ظل يتغنى به في برنامجه السياسي, وغلَّب هويته الشخصية على هوية الوطن, وعزز من ذلك دعم كل مشرع يفتت الوحدة الوطنية, ويعزز من ثقافته التأزمية, فما إن تنتهي أزمة حتى يقرع طبول أزمة أخرى وعندما يستشعر سخط المواطنين, يطفئ أزمة ويلوح بأخرى وهكذا....حتى أنه استقوى بملكية الشعب والرهان عليه أمام خصومه السياسيين من أحزاب اللقاء المشترك وأنه صاحب الأغلبية, وأن الشارع يقف إلى جانبه وكثيراً ما توعد كل من خالفه الرأي بإجراء انتخابات مبكرة, وسبق وحذره كثير من السياسيين والحكماء من ثورة الجياع, وتحذير الشيخ عبدالله الأحمر من دخول اليمن في نفق مظلم, ورغم النصح والنصيحة إلا أن الرمز والقائد الهمام لا يستمع لأحد, وبفعل اللوبي الموالي للعائلة, كان رئيس كتلة المؤتمر قد أعلن نهاية مرحلة الإعداد والتجهيز لمشروع العائلة وإجراء تعديل دستوري يسمح يمنح صالح ولاية جديدة, وإزالة كل معوقات ترشح الولد احمد, وكان لهذا الإجراء ردود فعل عكسية على بعض أعضاء المؤتمر أثمرت عن اتساع دائرة التحالف مع أحزاب اللقاء المشترك, وانبثق عنه رؤية الإنقاذ الوطني التي شارك في صياغتها العديد من الأكاديميين والسياسيين, ففي الوقت الذي كان تيار التوريث في المؤتمر يعد لمشروع مملكة ما بعد العداد, كانت أحزاب المشترك تسير في مشروعها النضالي السلمي, واستطاع المشترك أن يحشد الشارع ويحفز الرأي العام ليكون بذلك ضغط محل على صانع القرار, وإجباره على العودة إلى مربع الحوار والتوافق, إلا أنه تجاهل نصيحة الحكماء والسياسيين وشركاء العملية السياسية, ونعتهم بأقبح الألفاظ, وأدار ظهره لصوت العقل وهتافات الشارع, مما أدى إلى ارتفاع سقف المطالب, والمطالبة بسقوط النظام, ظل صالح لثلاث وثلاثين سنة يحتقر شعبه ويعتبره قطيعاً من الأغنام والخراف التي لا يأبه لمطالبها, فاستجلب المشائخ إلى جواره وأنعم عليهم بالمكرمات والأطقم والاعتمادات, ومنحهم حق السلطة كل في مملكته, واعترف بهم سلطة مستقلة كاملة الاستقلالية, وما قضية مهجري الجعاشن عنا ببعيد ولم يكتف بذلك بل استجلب كل الصور النمطية السيئة, فمن الصوملة إلى العرقنة, إلى الأفغنة ولم يبق تجربة سيئة في العالم إلا ولوح بها حتى أنه أصبح يروج لخططه في إصلاح الكثير من المنظمات الدولية والمحلية, حتى إن أعتا العداوات وجد لها الحلول الناجعة واستطاع بفضل عبقريته أن يسوق الشعب اليمني بأنه الحائز على المرتبة الأولى عالمياً في الإرهاب, وأنه لولا "قرينع" لخرج يأجوج وماجوج من اليمن وأكلوا الأخضر واليابس, ووصل شرهم إلى نهاية العالم, وعندها لن ينفع العالم أحد, حتى أيقنت بعض الدول أنه الرمز القائد الهمام الذي لا يشق له غبار, إلا أن خروج المواطنين لمطلب الحياة بكرامة, وقدرتهم على تحمل استفزازات بلاطجته, وتضحية الشعب بدم أبنائه مقابل تغيير الصورة التي ظل صالح يرسمها في كل مناسبة, إلا أن تلك الصورة تلاشت مع سقوط تلك الأرواح الطاهرة, وثبت للعالم بما لا يدع مجالاً للشك, أن القائد الهمام قد حاز على لقب الثعلب الماكر, وهدم كل ما بناه لثلاث وثلاثين سنة, في ساعات بل في دقائق, وأعلن العالم وقفته إلى جانب الشعب التواق للتغيير, وأدرك العالم أن اليمنيين وان امتلكوا السلاح, فإن قيمهم الحضارية هي غلابة على سلوكهم في التعبير عن مطالبهم, وبذلك خرج صالح ينفض يديه ويودع الحياة السياسية بعد أن خسرها بسبب اللعب غير النظيف .
 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد