من خلال النظر والتأمل والمتابعة لما يحدث في دول الربيع العربي وبالأخص " مصر - تونس -اليمن - ليبيا ) يجد المرء نفسه بحاجة ماسة إلى وضع أكثر من علامة استفهام حول ما يدور في هذه الدول بعد نجاح الثورات فيها, فأنت أمام ممارسات غير ديمقراطية وغير حضارية وغير إنسانية ولا تنطبق مع أهداف الثورات تصل إلى درجة الانحطاط السياسي والأخلاقي والقيمي كإزهاق الأرواح وتكوين المليشيات المسلحة والابتزاز السياسي ورفض الحوار والعمالة للخارج وتنفيذ مخططات دول إقليمية أو خارجية الهدف منه الربح السياسي والمالي حتى ولو كانت ذلك على حساب تدمير وحرق وخراب شعوبهم, على غرار قول القائل" عليّ وعلى أعدائي " يتدثرون بالمعارضة للأنظمة التي أنتجتها الثورات بحجة العيش والحرية والعدالة الاجتماعية ولكل بلد خصوصيته ومتطلباته حسب ما يمليه عليهم الممولون, فأي معارضة هؤلاء؟ ما هي متطلباتهم؟ ومن يمولهم؟ ومن يقف بجانبهم؟ وما هي أفكارهم؟ وما هي الحلول التي يريدونها لأوطانهم؟..
بصراحة لا أخفيكم أن هؤلاء هم فلول وأزلام وبقايا وبلطجية الأنظمة الساقطة قديماً وحديثاً يمارسون دور حاميها حراميها، بلا خجل ولا حياء ولا يحترمون عقول شعوبهم الذين رفضوا عودتهم عبر الانتخابات, فلجئوا إلى أهداف قذرة وتنفيذ مشاريع الجهات التي تقف خلفهم وتمولهم بالمال والسلاح والإعلام الكاذب لتصور للأمة بأن هناك ثورات جديدة بعد فشل جميع مخططاتهم الانقلابية على الشرعية الثورية, ثورات جديدة بعد فشل جميع مخططاتهم الانقلابية على الشرعية الثورية والانتخابية والدستورية من خلال العنف والتخريب والحرق والفوضى والتكسير والتدمير ومحاصرة المؤسسات العامة والخاصة, كلها رهانات خاسرة, ليس لديهم مشروع وطني يعملون من أجله سوى التباكي على الماضي والحلم بعودته, فأنى لهم ذلك!!..
فهم اليوم بأمس الحاجة إلى الرجوع للتعلم جيداً في فن العمل السياسي ليغلبوا مصلحة شعوبهم على مصالحهم الشخصية الضيقة وألا يرتهنوا للخارج بهدف الكسب المادي من وراء ذلك ورفض كل شيء جميل وتخريب كل شيء في أوطانهم وعليهم أن يفهموا أن الشعوب أصبحت تميز بين الغث والسمين وإلا فإنها مضطرة, بداعي الحفاظ على بلدانهم ومؤسساتهم وممتلكاتهم وما تحقق لهم بفضل ثورات الربيع العربي, للخروج والوقوف في وجوههم وإيقافهم عند حدهم والتخلص من مشاريعهم الصغيرة، ولعلمكم فالشعوب لن يستطيع أحد منكم الوقوف في طريقهم.. وقد أعذر من أنــذر.