ظل الوطن منذ ثلاثة عقود يعاني الويلات بسبب نظام الحكم الفردي العائلي تحت مسمى (الجمهورية) , حيث لم يجد الوطن من الجمهورية سوى الإسم, أما النظام فقد كان عائلياً بحتاً استخدَم فيه صالح مع الشعب أبشع أنواع أساليب الظلم والإقصاء والتمييز وغير ذلك.. كان الوطن على حافة السقوط بسبب السياسات التي كان ينتهجها أولي (الجهل) من أقارب صالح وأعوانه بإشارة منه ومباركة ليس لها مثيل أو منافس , فقد كان يعبث ويلعب وكأن البلاد وريثته عن أبيه عن جده , إلا أن شباب اليمن وبعد عراك شديد مع الظلم والبطش قرروا ألا يصمتوا ويتخذوا كافة الوسائل لإبعاد هذا النظام من الحكم في اليمن , وخرجوا شُمّ الأنوف في 11فبراير 2011 صارخين في وجه الظُّلّام (أرحلوا), فاليمن بدونكم ستكون أجمل و في أحسن حال..
لا زلتُ أتذكر في أول أسبوع من الثورة في تعز حينما كان الشباب يردد : أرض اليمن ما عاد لك فيها سكن , أرحل وخلي الشعب يبني دولته .. كان اليمن "هايب" على مر الزمن إرحل فأنت "اللي" سلبته هيبته . أمي اليمن وأنا عليها مؤتمن , أحمي ثراها اليوم وأحفظ وحدتي . لا زالت تلكم الكلمات حتى يومنا هذا (تحن) في بال المخلوع بعد أن قد كان يحلم بأنه من المستحيل رحيله ومفارقة كرسي الحكم الذي قد كان يرى منه خير جليس وصاحباً وحبيباً لا يمكن بتاتاً مفارقته , إلا أن الشباب في كل ساحات الوطن كانوا أكثر صموداً وعزيمة وإصرار .. ها نحن اليوم نعيش هذه الذكرى الغالية ونرسم ملامحها في كل الساحات معلنيها عيداً وطنياً لكل اليمنيين دون استثناء, معبرين عن فرحتنا بهذا العيد الذي هو مكمِّل لثورة سبتمبر المجيدة , فعلى الجهات الرسمية وفي مقدمتها الرئيس هادي أن يُعلن هذا اليوم عيداً رسمياً دون أي تأخير إحترماً للشهداء وتقديراً لهم لما قدموه من أجل الوطن الأغلى .. وقبل أن أختم موضوعي هي رسالة لمن يسمون الثورة بغير مسماها ويطلقون عليها (أزمة) , أقول لهم : أيُ أزمة (طُرد) فيها المخلوع من الحكم , وأي أزمة (قُبض) بسببها على الكثير من الشحنات المسلحة في المياه الإقليمية والحدود, وأيُ أزمة (اتسعت) فيها رقعة الحرية و(انطوت) فيها رقعة التكميم وجُعل فيها المسؤول خادماً للشهب ولن أزيد ..
الله أكبر.. المجد لليمن.. النصر للثورة.. الخلود للشهداء والشفاء للجرحى وأرواحنا فداك يا يمن ولا نامت أعين الجبناء .
صدام الحريبي
11فبراير عيد وطني.. 1907