الواقع لا زال كما هو لم يتغير، فما زالت السلوكيات الخاطئة والممارسات الفاسدة في كل المرافق، من أجل أن نغير واقعنا إلى الأفضل، فذلك يتطلب منا جميعاً القيام بثورة قوية وصادقة ولكنها ليست ككل الثورات بل أهم من الثورات جميعاً.. أنها ثورة تنطلق من أعماق نفوسنا نحارب ما بداخلنا من عادات سيئة وممارسات خاطئة وننقد أنفسناً قبل أن نوجه نقدنا للآخرين ونكون قدوة لمن حولنا بالفعل وليس بالقول، فمن كان يتعامل بالرشوة مع المسئولين عليه أن يعقد العزم ألا يرشي أحداً بعد اليوم بل ويواجه المرتشي ويرفع مظلمته لمن هو أعلى منه وللرأي العام وللإعلام فإذا فعلنا جميعنا ذلك فلن يسع هذا المرتشي إلا أن يقلع ويتوب عن الرشوة أو يفتضح ويعزل بقوة الرأي العام، ومن كان منا يجامل أو ينافق، فليعلم أن المنافقين بالدرك الأسفل من النار وهذه الثورة قد كسرت حاجز الخوف وحررت الناس، وليس من صفات الرجل السوي النفاق، فالنفاق من أحقر الصفات وأرذلها، ومن كان يخالف خط السير في قيادته لسيارته أو يقف بسيارته بالشارع للتحدث مع زميل له ولم يراع أن الشارع للجميع فليقلع عن هذه العادة التي تتنافى مع الذوق العام وعليه مراعاة شعور الآخرين وعدم عرقلة حركتهم وتأخيرها، من كان منا أنانياً ولا يرى إلا نفسه عليه أن يدرك أن الدنيا تتسع للجميع وأن أنا نيته لن تعطيه أكثر مما كتبه الله له ولكنها ستزيده تعاسة في حياته، فعليه القبول بالآخر سواء على مستوى الأفراد أو على مستوى الأحزاب، ومن كان عاقاً لوالديه و لرحمه عليه أن يتوب فوراً قبل فوات الأوان ومن كانت علاقته بجيرانه أو زملائه في العمل سيئة يعمل على إصلاحها مع الاعتذار لمن أساء لهم..
أما المسئول الذي يستغل وظيفته ولا يقوم بواجبه ويتعامل بالرشوة أو المحسوبية فعليه التوبة الفورية وإدراك أن هذا السلوك لن يقبل بعد اليوم وأنه سيحاسب على فساده وإذا تحايل على القانون في الدنيا فمن سينجيه من حساب أشد أمام الله !.
وباختصار شديد كل ما نطلبه من الآخرين من إصلاح والتزام بالقوانين والآداب العامة وإعطاء الحقوق علينا قبل ذلك أن نلزم أنفسنا بها ونطبقها سلوكاً عملياً على واقعنا ومن ثم نعمل على إلزام الآخرين بها وبذلك لا شك سيتغير واقعنا إلى الحال الأفضل الذي ننشده لنا ولمجتمعنا، مصداقاً لقول الله سبحانه وتعالى: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)
عضو مجلس النواب
محمد مقبل الحميري
نحن بحاجة لثورة من نوع آخر: 1742