أن تحلق بالفضاء فتلك نعمة لا تعد ولا تحصى.. وسيلتنا لان نتجاوز المدى البعيد ونختصر المسافات.. ليس لدى القروي في بلدنا أدنى فكرة سوى حلم بسيط أن يركب الطائرة والطموح الذي التحق بمدرسته يتصاعد حلمه ليصبح طياراً.
عجوز في آخر العمر تفهم أن الطائرة من أرقى الاختراعات وأهمها حتى الآن ولا تشك إطلاقاً بان الله سيدع مخترعها وان كان يهوديا أن يمر من دون ثواب على خدمة البشرية ولكن عجوزاً أخرى في صنعاء اليوم تختلف تماماً مع الجميع وتبكي بحرقة بعد أن ابيضت عيناها من الدمع لتصرخ أن أسوأ اختراع عرفته البشرية هو اختراع طائرة والأبشع منها أن تدخل اليمن.
الموت المختلف في اليمن والمتعاقب, فان لم تمت بطلقة مسدس صامت من راكب دراجة نارية فهو الموت يلاحقك بطائرة من دون طيار وإن لم يحالفك الموت بهاتين الوسيلتين فلك الطريقة الأدهى وهي أن يباغتك الموت من طائرة تسقط من السماء بطيارها وعتادها, تخترق حارتك وتأخذ الجميع دون رحمة .
الطائرة التي سقطت في مقربة من مهبط الثورة وساحتها وشوت الأجساد وألصقتها ببعض كفيلة بجعل اليمن في مأتم.. السائق الذي كان يسعى في طلب رزقه فتداخل جسده بالحديد كفيل بان يجعل مآقينا تتفجر انهار دموع وأن تتحول ألسنتنا إلى لهب. .
لم نك نسمع قبل عامين عن سقوط طائرات على أحياءنا, فما سر السقوط المتكرر الآن!, هل هناك أيدٍ خفية تقودنا إلى الأسى والأسف والندم على صرخة التأخير؟ !أم نكتفي بقولنا المتخاذل " قضاء وقدر" ؟.
حكومتنا التي لم تكشف للعامة حتى الآن سقوط الطائرة الحربية في الحصبة ورئيسها الذي صرح بسذاجة بأنه لا يعرف شيئاً عن الطائرات بلا طيار ولا عن أي شيء في اليمن هي التي توطئ رأسها لتلقي الدروع ممن ليس له حق في تقليد هذا أو منعا لذاك وهي نفس الحكومة التي عقب سقوط الموت على الجميع تتعهد بعلاج الجرحى على نفقتها " شكر الله سعيها وما قصرت".
أيها المثقوبون بالسأم والوجع أليس بعد هذا يبق لدينا شك بأن الحكومة ما هي إلا صورة وهمية وبأن إدارة البلد بهذه الأزمات تتم عن طريق حكومة قهر وبطش لا نعرفها متلبسة بحكومتنا الحالية التي " لا تهش ولا تنش"؟!.
غصة وطن
لكأني بك يا موت تلبسني عباءة..
معطف شتوي في أروقة المدينة ..
تتساقط الأجساد كندفات الثلج وتصعد الأرواح في زحام مستفيق
لكأني بك ترهقني يا موت بهذه الطرق اللعينة ..
تختار طفلاً غارقاً بالنوم ..
سائق الأجرة
وصبية تعد لأبيها قهوة الصباح
من أين تأتينا صباحاً ساخناً في بلدتي المتجمدة؟ !
نبكي الوطن.. القتلى ودموع اليتامى.
//////////////
أحمد حمود الأثوري
ندف الموت على أحياءنا 1640