قرابة نصف ميزانية الباب الأول مرتبات للأمن والجيش, ناهيك عن مليارات الدولارات التي كانت ولازالت تذهب لشراء السلاح بصفقات, كثير منها كانت وهمية في القيمة التي يتم إبرام الصفقة بها, فاستوردنا أسلحة قد خرجت عن الخدمة ولا تصلح إلا لقتل اليمنيين.
فرغم مؤشر ارتفاع الأرقام المالية فيما يصرف للقوات المسلحة والأمن سواء مرتبات أو ثمن أسلحة ومعدات والتي تستقطع من قوت الشعب وعلى حساب حياته ومعيشته الكريمة, إلا أن هذه المليارات من الدولارات لم تحسن معيشة الجندي ولا مستوى الأداء ولم توفر أمناً ولم تحمِ براً ولا بحراً، بل ان الأسلحة والمخدرات تهرب إلى داخل البلد بحماية قادة عسكريين ومعسكرات ولم يكتفوا بما ينهبوه من مال الشعب شهرياً ولكنهم يعملون على إفساد الأجيال بهذه المواد التدميرية ليكتسبوا المال..
تم استيراد أسلحة شبه منتهية وطائرات عسكرية بعد طول خدمة في بلد المنشأ ولم تعد الدول تستخدمها واستوردوا قطع غيار لها غير أصلية, فأصبح سلاحنا نشتريه بأموالنا ليقتلنا مثلا :
- يوزع السلاح على القبائل ليتقاتلوا مع بعضهم به أو لقطع الطرق وضرب أنابيب النفط وأبراج الكهرباء وترويع الآمنين.
- قتل الثوار السلميين بسلاح الدولة المشترى من مال الشعب.
- يوزع على المليشيات وأصحاب المشاريع الصغيرة نكاية بالوطن.
- تفجر في المخازن وبسبب إنهاءه ورداءة نوعه تفجر في هذه المخازن وسبب قتلا للأبرياء في عدة مخازن وفي عدة محافظات ومواقع عسكرية.
- استخدم السلاح الثقيل في قصف المدن اليمنية كما في تعز وأبين وصنعاء وأرحب ونهم, فحصد كثيراً من الأبرياء المدنيين والعسكريين وتذكروا معي كيف أنهي مصنع الأسلحة الخفيفة والذخيرة الوحيد الذي كان في أبين..
- والأخطر من ذلك كله أصبحت طائراتنا الحربية تحصد خيرة شبابنا المؤهلين علمياً من العسكريين وبشكل منتظم وتقتل الأبرياء من المواطنين التي تسقط على رؤوسهم فجأة ودون سابق إنذار ,كما حصل للطائرة العسكرية التي سقطت وسط العاصمة صنعاء وذهب ضحيتها أكثر من عشرة قتلى وعشرات الجرحى.
ما المطلوب اذاً؟
اعتقد أن على المسئولين وفي مقدمة الجميع الأخ الرئيس والأخوين وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان ومعهم الأخ/ وزير الداخلية إن يقفوا وقفة جادة وسريعة جدا أمام هذه الحالات ويشكلوا لجاناً فنية ذات كفاءات عالية ويستعينوا بخبرات أجنبية لإعادة تقييم كل الأسلحة والمعدات الموجودة في البلد ويستبعدوا بل ويتلفوا كل ما هو غير صالح دون تأخير ويحصروا كل قطعة سلاح ويضعونها في سجلات دقيقة يستحيل معها العبث بهده الأسلحة واستخدامها لغير ما أعدت له وطنياً ، ويهتموا بالمنافذ البحرية ومراقبتها بجدية تامة ومعاقبة كل من يمارس هذه الأعمال التدميرية للوطن ، كما نرجو أن يعيدوا النظر سريعاً في مسار هذه الطائرات التي تمر فوق المدن المكتظة بالسكان .
نحن نعلم أنهم ورثوا تركة ثقيلة ولكن لا يسقط واجبهم بلعن الماضي والاستمرار على نهجه أبداً, فأي كارثة أو جريمة تحدث في عهدهم ,فهم المسئولون عنها وليس العهد الماضي مهما كانت مفاسده ..
عضو مجلس النواب
محمد مقبل الحميري
سلاحنا في كل الأحوال يقتلنا 1732