;
د. عبدالله الشعيبي
د. عبدالله الشعيبي

المصالحة الوطنية وذكرى ثورة فبراير 1393

2013-02-22 16:41:17


 هاهي الذكرى الثانية لثورة فبراير تعيدنا إلى ملحمة بطولية كان أبطالها شباباً في عمر الزهور, خرجوا إلى الساحات والميادين معلنين التمرد على حالة اليأس والإحباط التي ملأت نفوس الكثير, حيث كان التغيير أسطورة وحلماً بعيد المنال, والتفكير به عبثاً, حتى أصبح الكثير يردد لن يأتي الزمان بأحسن.
وانعكس ذلك الحال على حياة المواطنين وأعلنوا استسلامهم لدوامة الحياة دونما تفكير وباتت نفوسهم ضعيفة لينة تنحني لأول نسمة تمر بها, ورغم ذلك فهم مدركون لمأساتهم باعتبارهم يعيشون هامش التاريخ في دائرة من القلق والاضطراب نحو مستقبل يملأه الغموض ونضوب مقدراته, وكاد الأمل يتلاشى بقدرة النظام على تغيير أدواته في التعامل مع متغيرات العصر.
وغياب الرؤية المؤسسية لديه في معالجة الكثير من الاختلالات في جميع القطاعات مما ساهم في نهب المقدرات, وانتشار الفوضى والفساد في جميع مفاصل الدولة, وهو شاهد على ما يدور, بل ويغض الطرف في أغلب الأوقات عن المزاج الشخصي لبعض رموزه, فغاب مفهوم الدولة عن فلسفة النظام وأصبح غير قادر على إدارة ذاته بنفسه, مما جعله يعيش أزمات متوالية ومتنوعة سواء اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية وهكذا أصبح عنواناً للازمات وصانعها بامتياز.
من هنا أيقن الشباب أن خروجهم للساحات أمر لابد منه لإنقاذ ما تبقى من الهوية, فالمؤشرات تنبئ عن كارثة اقتصادية واجتماعية وسياسية تلوح في الأفق وستأكل الأخضر واليابس وعندها سنكون ضحاياها جميعاً بلا استثناء.
خرج الشباب ليعيدوا الأمل إلى الجميع بقدرة اليمن على تجاوز تلك المحنة التي دمرت القيم والضمائر وعبثت بأخلاقهم لفترة من الزمن, ورغم ذلك لم يكن الشباب بمفردهم في هذا الهم الوطني, بل كان إلى جانبهم الكثير من التواقين للتغيير حتى الصامتين الذين آثروا السلامة, بل حتى الذين أداروا ظهورهم للثورة كانوا يئنون من العبث بمقدرات الوطن والاستيلاء على ثرواته والاستئثار بها دوناً عن الشعب الذي جاد بأبنائه وفلذات كبده, هكذا بدا الشعب مسلوب الإرادة ضعيف العزيمة, ورغم ذلك فالشعب بمختلف فئاته ومكوناته السياسية والاجتماعية, يؤمن بضرورة التغيير وإن تفاوتت لديهم المواقف أو تعددت الاتجاهات, فكان الشباب السباق إلى إعادة الاعتبار لوطن ظل يقدم أغلى ما يملك بعد أن صودرت منه جميع حقوقه وبات أسير أطماع الفرد والعائلة, ولم يبق له إلا دمه الذي لم يصله العبث ليلوثه, ومع أول قطرة سقطت منه, كانت بداية عهد جديد تحيك ثوباً جديداً ليمن يتسع للجميع, لم يحتكر الشباب الثورة لأنفسهم أو استأثروا ثمارها, رغم ما ذهب إليه البعض دون قصد, إلا أن نتائجها اليوم كانت ظاهرة للعيان فمن رحيل نظام, وسقوط التوريث العائلي إلى حكومة وفاق إلى انتخاب رئيس توافقي إلى لجنة عسكرية وأمنية, إلى هيكلة القوات المسلحة والأمن, إلى مؤتمر للحوار الوطني, الذي سنلتقي فيه جميعاً, متجردين عن مصالحنا الذاتية والجهوية والمناطقية والطائفية, ومعلنين عن مصالحة مع الوطن, نعلى من قيمنا المشتركة في عقد اجتماعي يتسعنا جميعاً بعيداً عن الهويات الضيقة, والمشاريع الصغيرة,
فالفرص لن تتكرر والتاريخ لن يعود للوراء, فالتضحيات التي بذلت والدماء التي سقطت ضريبة ذل الآباء وجبن النخب وقادة الرأي والوجهاء كبيرة وجليلة, تستحق منا أن نمنحها وسام الشجاعة من الدرجة الأولى , ونعتبر ذكرى ثورة فبراير يوماً لمصالحتنا الوطنية.

 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد