;
مجدي محروس
مجدي محروس

الولاية وتوالي اللعنات الحوثية 106

2024-06-26 21:54:25

 تبدو الولاية في مضمونها العام ضمن أدبيات الفكر الشيعي أسوأ فكرة استعباد صنعها واخترعها الإنسان على الإطلاق وتبدو في نسختها الحوثية فكرة بائسة وبضاعة فاسدة ومنتهية الصلاحية ولا تصلح حتى لمجرد النقاش فضلا عن التعايش معها أو القبول بها في مجتمع كالمجتمع اليمني.

من عاش في كنف الجمهورية وتربى تحت رايتها وردد نشيدها الوطني وتعلم في مدارسها وتنفس هواءها وذاق طعم الحرية فيها من المحال أن يعود إلى عهد تقبيل الركب أو يغلبه الحنين إلى زمن القطرنة أو يتصالح مع فكرة التفوق الطبقي والتمايز السلالي.

محاولة تحويل اليمنيين إلى خدم وعبيد ورعايا في إطار فكرة الولاية لآل البيت مشروع عفى عليه الزمن وأكل عليه الدهر وشرب، وحلم بعيد المنال ومشروع غير قابل للتنفيذ وهدف صعب التحقق في زمن الانفتاح الكبير والفضاء المفتوح.

shape3

لسنا بحاجة في كل عام إلى تأكيد المؤكد وتوضيح الواضح وتعريف المعرف بحقيقة الخرافة إلا لمن لديهم ذاكرة ذبابية أو تعرضوا لغسيل أدمغة، أما أولئك الذين فقدوا عقولهم من الأساس فقد رفع عنهم القلم أصلا وليسوا بحاجة إلى توعية وتصحيح مفاهيم وليس عليهم حرج والطعن فيهم حرام.

نحتاج إلى نسف خرافة الولاية وتفكيك ألغامها وكشف فخاخها للأجيال القادمة وفئة الأطفال منهم على وجه الخصوص كونهم لم يختبروا الحياة ولم تتشكل أدمغتهم بعد ولأنهم ضحايا الحوثيين بدرجة رئيسية في الغالب.

يدرك الحوثي صعوبة تمرير فكرة كالولاية في ظل مناعة وممانعة اليمنيين الذين لم يقبلوا به كحاكم عليهم فضلا عن القبول به كسيد وابن نبي.

لا يمكن لمن يجدد الولاء لليمن ويؤكد العهد للجمهورية ويعلن العداء لخصومها ويهتف للوحدة والثورة ويعلن البراءة من كل وصي عليها مع كل فعالية وفي كل مناسبة وعند كل اشراقة صباح يوم جديد ومع كل إذاعة مدرسية أن تنطلي عليه خدعة الولاية.

حتى أولئك الذين لديهم استعداد وقابلية للعيش كحملة مباخر لدى الحوثيين ليس بالضرورة أن يكونوا مقتنعين بالولاية والاستعباد.

الحوثي الذي يرى في الحكم حقاً إلاهيا له لا يمكن أن يقبل بالديمقراطية أو التداول السلمي للسلطة ومستحيل أن يؤمن بالمواطنة المتساوية وهو يرى نفسه نطفة مقدسة ويرى غيره من نسل الرقيق الذين ولدوا لخدمته.

ستفشل كل المساعي الدولية لإشراكه في أي تسوية سياسية قادمة وستتعثر كل المحاولات الرامية لدمجه في المجتمع اليمني، وستنصدم كل المبادرات المحلية للتصالح معه بفكرة الاصطفاء والولاية والأحقية في الحكم.

 حتى وهو يقدم نفسه كحاكم وسلطة أمر واقع لا يتصرف إلا كقاطع طريق ذلك أنه لا يعنيه من الحكم إلا السيطرة والثراء والتحكم بقوت وأرزاق وإرادات الناس وحرياتهم.

بل حتى الأعمال التي تبدو للناس بطولية ومواقف مشرفة كنصرة غزة إن سلمنا جدلاً أن ما يفعه الحوثي نصرة لهم يمولها من تجارة المخدرات بحسب موقع تابع لوزارة الخارجية الأمريكية.

الحوثي مصيبة اليمن الكبرى، ومأساة اليمنيين العظمى، خطاؤهم الاستراتيجي وخطيئتهم الأبدية ولعنتهم التاريخية وليس في هذا مبالغة أو تضخيم له.

منذ انقلابه واللعنات تلاحقنا في كل مجال وعلى كل صعيد وفي كل محفل ولا يمكن التخلص منها إلا بالخلاص منه.

كل الانحرافات المجتمعية التي طفت اليوم على السطح من صنيعه ومما اقترفته يداه وكل الاختلالات في كافة المجالات ليست سوى نتائج انقلابه المشؤوم على الدولة.

لم يسقط الدولة فقط بانقلابه الغاشم بل أسقط معها كل الأنظمة الضابطة لحياة الناس وكل القوانين النافذة التي يحتكمون لها وكل العادات والأعراف الناظمة لسلوكيات وقيم المجتمع.

 الحوثي غير مؤهل أن يكون مواطناً صالحاً ولا يصلح أن يكون وطنياً خالصاً وهو يدين بالولاء لإيران ويعمل وكيلاً لها في اليمن.

كل مصيبة تبدو دون بقاء الحوثي في المشهد اليمني جلل وكل بلاء سوى انقلابه يهون وكل داء غير استمراره يرجى شفاءه ويمكن التعافي منه.

القبول به جرح غائر في الجسد اليمني والتعايش معه نزيف دائم وبقاءه وسمة عار لا تمحى، حديثه بلسان اليمنيين وتمثيله لهم عيب أسود، والتطبيع أو السلام معه فخ كبير وكمين محكم ومصيدة مغفلين لن ينجوا منه أحد ولهذا فإن هزيمته وحدها تمثل إعادة اعتبار لليمن كل اليمن وتغسل كل العار الذي لحق بنا بسببه.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد