;
غالب السميعي
غالب السميعي

لماذا تعادي قوى الثورة المضادة 21 فبراير ؟! 1417

2013-02-24 16:00:55

 
 لم يكن يوم 21 فبراير 2012 م يوماً عادياً في تاريخ اليمن ذلك, لأنه يومٌ فاصلٌ بين عهدين :عهدٌ تعمّرَ أكثرَ من ثلاثة ِعقودٍ من الزمن اتسمَ بالاستبداد والظلم ومصادرة الحقوق والاحتراب والفوضى العارمة والأزمات المتتالية ، والعشوائية المقيتة ، وبين عهدٍ تنَفس فيه اليمنيون الصعداء بعد سقوط الحاكم الفرد المستبد وتطلعوا إلى آفاق فجر الحرية الرحبة وهفت نفوسُهم إلى الوصول إلى تجسيدِ معنى الدولة المدنية الحديثة التي يَنعُم في ظلها الجميع بالعدل والحرية والرفاه بعيدا عن أي تهميش أ ومداراتٍ أو مجاملات أو اصطفاء وتفضيل فلان من الناس عن الآخرين ، إنه يومٌ تعلم فيه اليمنيون لأول مرة في تاريخهم أسلوبَ التوافق في انتخاب رئيسٍ للبلاد وإنْ تباينت رؤاهُم في أشياء أخرى، كما تعلموا كيف ينتخبون من يريدون بحريةٍ تامةٍ بعيدا عن العنف وتزوير إراداتِ الناخبين ترغيبا وترهيباً.
 يُخيل ُ إليَّ أن يوم 21 فبراير كان قاصمة َالظهر للرئيس السابق حيث خُلع من الرئاسة بفعل الثورة وبآلياتِ المبادرة الخليجية التي وقّع عليها مُكرهاً وليس غريباً أن يَعتبرَ صالح ٌ هذا اليوم يوم شؤم لأنه أُزيح فيه من كرسي الحكم الذي ظلّ يعتليه لأكثر من ثلاثةِ عقود، إنّ من الغريب أن نجد بعض القوى في الساحة كالحراك الانفصالي وجماعة الحوثي، وأنصار الثورة المضادة كلهم متفقون مع الرئيس السابق في كراهية هذا اليوم العظيم من تاريخ اليمن ذلك, لأن 21 فبراير أزاح صالح من الحكم وكان أولى ثمار الثورة السلمية, كما أنه ضيّق الخناقَ على دعاةِ الانفصال الذين ظلوا يزايدون باسم الجنوب بانتخابِ رئيسٍ جنوبي وحدوي لتنُسم قيادة اليمن الواحد ، وأمّا جماعة الحوثي فهي تتفقُ مع الرئيس السابق والحراكِ الانفصالي في كراهيةِ هذا اليوم, ذلك لأنّها لم تستطع أن تمنع الشعبّ من الانتخابات وظلّت حبيسةً في مناطقَ محدودة غير مؤثرة رغم تمويلها الكبير من إيران لصدِّ الانتخابات الرئاسية نكايةً برُعاة المبادرة الخليجية وحقداً على ثورة الشباب السلمية إن 21 فبراير يومٌ انتصرت فيه إرادةُ الشعب اليمني على كلِّ هذه القوى المضادة ، وهو يومُ انتصارٍ للثورة بتحقيقها لهدفها الرئيسي وهو خَلعُ صالح عن الحكم ، كما أن يوم 21 فبراير أثبت فيه اليمنيون للعالم كيف أنهم ينطلقون صوبَ النهج الديمقراطي السلمي وينشدون التغيير بعيداً عن أي عنف ، كما أن 21 فبراير كان بمثابة الانطلاقة الأولى في وضع اللبنة الأولى في مداميكِ اليمن الجديد والذي غيّر قواعدَ لعبة نظام الحكم الذي كان يتركز في أسرة محددةٍ في منطقةٍ مُعينة وفيه انتقل الحكم ُإلى جنوبي شافعي لم يَخطُر على بال أحدٍ من الناس أن ْ يكون يوماً من الأيام على رأس حكم اليمن شماله وجنوبه وشرقه وغربه ، جنوبيٌّ شافعيٌّ ،وإن كان البعض لا يؤمن بالمذهبية في الحكم ، ومن المثير للانتباه أن نجد كلَّ هذه القوى لا تكره هذا اليوم فحسب, بل تعادي كل من يحاول أن يحتفي به ، وتعمل بكل جهدها من أجل منع المحتفين به, بل صار هذا اليوم رعباً للقوى المضادة التي ربما ستنهارُ في قادمِ الأيام, لأنها حتماً ستعجزُ عن صدِّ السيل الشعبي المتدفق نحو نبعٍ عذبٍ وواحةٍ فسيحة وأفقٍ متسامٍ ورياضٍ خضراء يجدونه في رحاب هذا اليوم العظيم 21 فبراير رغم أنوف كل الحاقدين!!.
 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد