عدن لؤلؤة الله في الأرض ،حكاية عاشقين، سكن الحب، ومرفأ الحلم، ورايات السلام، وما يتنزل في الأرض من آيات المودة والطمأنينة.
عدن بلاد الجمال ،ودهشة القادم ،وروعة الإنسان في بساطته وهو يرنو إلى البحر ويملأ قلبه سكينة وسلام .هذه المدينة التي تحب الحب ،وتدمن الوله، ولا تقبل بوافد شيطاني، وتمقت الكراهية والعنف وما يؤدي إليه، لأنها خلقت من فتنة وتجليات تأخذ الألباب ..لذلك لا مكان فيها لمتشح بالسواد، وشارب دم، ومعتنق خراب، وأزلام المنفى ،ولا تتقبل أن تكون رهن اعتقال لأي من الوافد اللعين ،لأنها الحرية في أسمى معانيها ،والإلفة البشرية ،وجوهر الفرح ،من أجل ذلك تبقى قارب نجاة ،وموئل حكمة، وقصيدة عنوانها الوفاء .عدن يا مدينة تطل على القلب، فتسحر عاشقها المنتمي لكل ما هو نقي .هذا أنت بحر وسماء وشعر، حاشاك أن تقعي في براثن محرض، وداعية قتل، وراغب في فوضى ،وأنت السلام كله، وقارب الحب الكبير ،اتسع صدرك لكل بلاد الله، وكل شعوب الأرض، وكل الإنسانية ،واليوم ثمة من يريد أن يجعل صدرك ضيقاً حرجاً يحاصر الحياة ،ويمقت عدن مدينة مفتوحة ،ويريدها انغلاقاً ووجعاً وملاحقة عذاب ومطاردة شوارع ،لتخسر ما هي عليه من وئام وطمأنينة بفعل قوى كالحة ومتربصة بكل ما هو إنساني .لذلك أنت يا عدن، يادرة الجنوب ،وعقده الفريد أنت من يمحق تلاوينهم، وسخطهم على الفرح ،وأنت من ينتصر لقيم الحق والخير والجمال. أنت عنوان الزاهي الباهي النقي. فلك كل الحب ،ولنا منك فتنة التأمل وعشق البحر، وتعثر موجه على شطئان قلوبنا .عدن يازهرة الأرض، ونبت الروح ،وتهويمة الدنف العاشق وهو يرنو الى نبض موجك يتعالى في أمنية وحلم وقصيدة .هذا نحن ننتمي إلى ما يأخذ الألباب ،وأنت. أنت .ليس سواك، من يقدر على أن يكون الروعة كلها ،وينتصر للوئام وكل ما هو طيب .ليبقى الكالح المريض المتربص بأزقتك وحواريك وبحرك بعدوى الشر ومقت الأخ لأخيه هو الخاسر لا محالة ،وهو المطرود من جنة عدن ،وهو غريب الدار، وصنو الشيطان حين يرتضي الفتنة ويحرض عليها ويسكب ماء وجهه من أجل إغواء من هم في ربيع أعمارهم، يقذف بهم إلى أتون حريق مصطنع وخنق فرح .عدن يا مأوى النضال والثوار على مر التاريخ .يا أعجوبة اليمن، وبيت القصيد، ومن تقبل بالخلاق وتناديه وتدفع به ليكون ضوءاً وفرحاً .هذا أنت تاريخ عز ومجد وسؤدد منك كانت الثورة تزهر جمالا وفيك انتمى الثوار والنضال وانطلق التقدم ،الذي راهن عليه رفاق، وآلو على أنفسهم أن تكوني إبنة النور في قلب كل حر، وريشة المبدعين ،فلا يسرف في القول من يتوهمونك قد اتشحت بخبثهم، أو كادوا أن يزلقونك بألسنة حداد، وأنت من أنت ،في الجمال والدهشة يا رائعة الإنسان على مر العصور، وياجغرافيا التكوين الخلاق ،ياقبلة غرام على جبين وطن ،ويابحرا لاينام إلافينا، ولايهدأ إلا ليقاوم كل ماهو دخيل كريه وجيفة يقذف بها خارجه .عدن: أيتها الطيبة والغنج والدلال والتيه والأناقة كلها. يامن نسامر أرواحنا في حناياك ،ونطل على عالم الإنتماء الأخاذ من شطآن بحرك وجبالك وتكوين المسرة فيك .لايمكنك وأنت القوة في الحب الراسخة في المجد المؤمنة بالصبر ،لايمكنك أن تبقين أسيرة غريب هناك ،نفاه الله وهو يريد أن يعود بخبث إلى مساحتك الخضراء يوقض الوجع والأنين ،ويلاحق اللغب والتعب، مثل هذا ليس له غير خفي حنين، وحصرم عين، وحاشاك حاشاك ياقصيدة قدت من ذهب أن يأسرك الماكر الغادر الفجر المرتزق من هناك، على حساب الأماني والأحلام والحب الكبير .وأنت ياباهية القد ياوردة تسرالناظرين ستبقين نبض عروق كل الشرفاء، وحرية كل منتمي لما هو فعل حضاري ،فلا يمكن من مسهم الشيطان وسوَّل لهم الخبث أن يقعوا عليك ويفتنوا الصحب والجيران والأهل ويقفزون إلى البكاء ،وأنت البسمة الندية ،وجوهرة السكينة ،وربة الحسن .صاغك الله من بين مدن العالم استثنائية ،ومتفتحة ،تقبلين بالتنوع ،وترفضين القهر والإستحواذ ورغبة السيطرة ،وتنبذين القمع والإدعاء ،ومايروق لشياطين العمالة والإرتزاق، وقد أرادوك من تصادم وتناحر وإقصاء، وكأنهم لايعرفونك وأنت العصية على كل متربص حاقد، والقريبة المطواعة للحب والغرام والنبت الجميل.فمن أين لمن ارتضى أن ينسلخ عن الفرح ويدعي قربه منك للتربص والحقد أن يكون شيئا يذكر، وأنت أكبرمن مؤامرة، وحقد وكراهية .لأنك عدن الحبيبة الوفية ،لأنك البحريفيض بالدهشة ،ويغرقنا في الحسن، ويجعلنا نتهادى مع الموج في قارب الفرح معا فلانعرف غير الوفاء والنبل والسموخارج جاهزية شياطين أدعياء يقبضون ثمن الوصاية وإشاعة الخوف، ويتباكون عليك وهم شر البرية .عدن: يا رائعة الوطن نعيشك فينا ولانقدر إلا على شوطئك نتأمل ونطلق الغناء ونتهادى الفرح ونعلن أننا ننتمي إلى أرض الله وهوية أصحاء ليس فيهم عقد سوء ومرض الشك والإحباط، ولايقدرون إلا على الوئام والغزل الجميل .فمنك تصاغ المودة، وتكتب القصيدة ،ويحتفي الفرح بالفرح، والجمال بالروعة، ويصير للإنسان معناه ،وللوطن قدسيته ،وللتنابلة القهر والخزي وقد ذهبوا إلى مستنقع العمالة والرخص ولم يكونوا في أي وقت سوى مارقين .فياعدن المودة والمحبة والمسرة لن ينال منك الطامعون لاولن .سلم ترابك ونقاء جوك ورائحة بحرك من كل جيفة وشيطان رجيم ولك ياعدن نغني..
محمد اللوزي
بلاد الجمال ودهشة القادم 1679