;
تيسير السامعى
تيسير السامعى

إلى الحراك الجنوبي.. لا تشوهوا الحلم الجميل 1441

2013-02-25 15:37:49


في المحافظات الجنوبية من بلادنا الحبيبة هناك من هو متحمس لبقاء الوحدة وهناك من يريد فك الارتباط واستعادة الدولة وبينهما أغلبية ساحقة تريد دولة, دولة نظام وقانون تحمي الحقوق والحريات وتصون كرامة الإنسان وتقدم خدمات راقية ليس فيها عنصرية أو مناطقية, لا فرق عندهم أن تأتي هذه الدولة في ظل اليمن الواحد الموحد أو في ظل الانفصال.
على المتحمسين لبقاء الوحدة أن يدركوا أن هناك قضية عاجلة وأن هناك أناساً انتهكت حقوقهم وصودرت ممتلكاتهم, يجب أن يعاد لهم الاعتبار وتعاد لهم حقوقهم ويجب إشعارهم بان هناك تغييراً حقيقياً قد حصل وأن زمن الاستبداد والظلم والهيمنة قد ولى إلى غير رجعة بالأفعال لا بالأقوال.. وعلى من هو متحمس لفك الارتباط والعودة إلى زمن التشطير والتجزئة أن يدرك أن الواقع لم يعد كما كان وأن التطرف وفرض القناعات على الناس ورفع شعار لا صوت يعلو على صوت الحراك  لم يعد ممكناً في ظل الحراك الثوري المستمر وان سياسة القطب الواحد والرأي الواحد ولى زمانها.. وعلى الجميع أن يدركوا أن الوحدة لا يمكن أن تفرض بالقوة و الانفصال لا يمكن أن يحدث بالقوة , فالعودة إلى ما قبل عام 90 أمر غير ممكن والبقاء على وحدة 94 غير ممكن وليس هناك من حل إلا الحوار الجاد والبحث عن شكل جديد يرضى جميع الناس, من لديه قضية عادلة فليطرحها على طاولة الحوار ويناضل من اجلها بالطرق المشروعة وليس بالعنف, لأنه يفقد القضية عدالتها ويتحول المظلوم إلى ظالم ثم يعود مظلوماً أكثر من ذي قبل.
لا أحد يستطيع أن ينكر وجود الحراك الجنوبي ودوره الريادي في الثورة السلمية الذي يعد هو شرارتها الأولى, فقد صار رقماً صعباً في المعادلة السياسة ومحل فخر واعتزاز كل اليمنيين, لكن انحرافه عن المسار السلمي وانجراره إلى مربع العنف وقيام بعض المنتمين إليه بقطع الشوارع وممارسة أساليب الترهيب لمنع الناس في التعبير عن قناعاتهم وآرائهم تحت قوة السلاح ونشر ثقافة المناطقية والعنصرية الماضي في مدينة هذا الحراك والتي لم تعرف يوماً شيئاً من ذلك عبر تاريخها النضالي الطويل, أفقد الحراك زخمه الشعبي ورصيده النضالي ويدل دلالة واضحة على انه أصبح مجرد مطية يستغلها بعض الساسة ممن ارتهنوا أنفسهم لبعض القوى الإقليمية من اجل تحقيق مصالح زائلة ..
لقد ظل هذا الحراك بمختلف فصائله يناضل منذ سنوات بالطرق السليمة من أجل قضيته العادلة واستطاع أن يفرض احترامه على الجميع في الداخل والخارج ويقف له إجلالاً واحتراماً.. عندما انطلقت الثورة الشعبية في محافظات الشمالية كان في طليعة أهدافها حل القضية الجنوبية حلاً عادلاً وإعطاء أبناء الجنوب الحق في تقرير مصيرهم لا يزال هذا الهدف مطلب الثوار في كل ساحات الثورة في كل محافظات الجمهورية, فلماذا عندما نصل إلى وقت جني الثمار وتحقيق الأهداف ينجر هذا المناضل الجسور إلى مربع العنف وممارسة الإقصاء وعدم القبول بالرأي المخالف؟ هذا التساؤل أحب أن أضعه بين يدي عقلاء الحراك لا سيما أولئك الحراكيون القدماء الذين عرفناهم يستقبلون الرصاص بصدورهم العارية.
لذلكم نقول لهم: من أجل بلدكم ونضالكم منذ القدم, وقضيتكم العادلة, نقول لكم بلسان الثوار المخلصين "نرجوكم لا تشوهوا ما رسمتموه من الحلم الجميل" .
 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد